الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صوت السقوط

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
دونالد ترامب
دونالد ترامب
A+ A-
 "الرجل دائماً فريسة حقائقه".البير كامو في السياسة، كما في الطبيعة، تختفي موجات وتظهر اخرى. وكما تختل الطبيعة، في ظواهر لا تفسير لها، تختل حركة الأمم، وتصاب الشعوب بالاوهام ويهدها الوهن واليأس، فتضيّع اسس الاختيار، وتراهن على ثقافة المقامرة، ويحل الرهان محل حسابات الحقيقة.راهن الاميركيون في لحظة ضعف على رجل لم يتسلم اي عمل سياسي أو وطني في حياته. جاء، كما روى، من عالم الصفقات، وثقافة الربح الكبير والخسارة الكبرى. وبعد ولايتين من باراك اوباما، "المسلم" الاسمر، وعد ترامب الرجل الأبيض بأن يعيد إليه المبادرة، وبأن يحميه من الإثنيين الزاحفين من الجنوب، البنلادنيين الضاربين في ابراج نيويورك. كما وعد بالحاق الهزيمة باشتراكية اوباما، والميول اليسارية لدى الأقليات، ووقف المد الصيني، ونقل عاصمة اسرائيل من تل ابيب الى القدس. وصل ترامب الى البيت الأبيض فيما تجتاح العالم المتعب موجة من الشعبويات الشبيهة بتلك التي اجتاحته في ثلاثينات القرن الماضي. لقد ادت امراض اوروبا الى ظهور جنوني لحركات قومية وعنصرية مثل النازية والفاشية والعصبية اليابانية. وها هي تعود الى الظهور والانتشار بعد سقوط الشيوعية التي حاولت صد القوميات وصهرها. وحل "الخطر الاسلامي" محل "الخطر الشيوعي" في تحفيز اليمين وإثارة شعاراته الماضية ومخاوفه الدائمة من المهاجرين والتغير الديموغرافي و"نهج الحياة"، كما سماه جورج بوش الإبن بعد هجوم 11 ايلول. من الطبيعي ان الموجة الشعبوية في اميركا فاقت مظاهرها ودرجاتها في اي بلد آخر. فالسرعة الاعلامية هنا لا مثيل لها. وفوق ذلك كله كانت هناك شخصية دونالد ترامب. وفي كتاباته عن الديموقراطية (محاضرة الندوة اللبنانية) كان الراحل حميد فرنجية يستشهد بقول هنري برغسون عن ان الطابع الشخصي Le caractere هو الأكثر اهمية في الممارسة الد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم