هل من وجودٍ للشيطان؟

كثيرًا ما يُطرح علينا هذا السؤال: هل من وجودٍ للشيطان؟ إذا قرأنا العهدَ الجديد، يتبيّن لنا بوضوحٍ أنّ السيّدَ المسيحَ طرد الشياطينَ من أناسٍ كثيرين، وعندما أرسل تلاميذه للكرازة قال لهم: "اشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهِّروا البرص، اطردوا الشياطين" (متى 8:10). لكن عندما يروي سفر التكوين خلقَ الكون، لا يأتي على ذكر الشيطان، بل يقول: "ورأى الله جميعَ ما صنعه فإذا هو حسنٌ جدًّا" (تكوين 31:1). فالله الكلّي الصلاح لا يمكن أن يخلقَ كائنًا شرّيرًا. غير أنّ بعضَ التقاليد القديمة تقول إنّ الشيطانَ كان ملاكًا صالحًا، لكنّه تمرَّد على الله، فتحوّل إلى شيطان، وراح يغوي البشر، بدءًا من حوّاء المرأة الأولى التي ظهر لها الشيطان بشكل حيّة، كما يُشير إلى ذلك سفر الرؤيا بقوله: "التنّين، الحيّة القديمة، الذي هو إبليس والشيطان" (رؤيا 2:20). وقد حذّرنا يسوع من السقوط في تجربة الشيطان، وأنهى الصلاةَ الربّيّةَ بالطلب التالي: "لا تَدَعْنا في التجربة، لكن نجِّنا من الشرّير" (متى 13:6). سنة 1973 قال اللاهوتيّ جوزيف راتسينغر، الذي أصبح في ما بعد البابا بندكتُس السادس عشر: "إنّ الشيطانَ هو اللا-شخص أو ما يناقض الشخص، إنّه التدمير للكائن الشخص، لذلك من طبيعته أن يظهرَ من دون وجه". لكنّه سنة 1985 عاد...