الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الوفاء والولاء

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
وزير الإعلام جورج قرداحي (مارك فياض).
وزير الإعلام جورج قرداحي (مارك فياض).
A+ A-
صيف 2018 تلقيت، مع من تلقّى من صحافيين عرب، دعوة الى القمة العربية العادية في نواكشوط. وبعثت برسالة اعتذار الى السيد وزير الاعلام. وأرفقت الاعتذار بمقال في هذا المكان أشرح فيه بكل نيّة طيّبة الاسباب. وكان السبب الأهم، ولا يزال، والأرجح انه سيبقى، اللا جدوى من لقاءات تتحول في الغالب الى استعراض للخلافات والنزاعات، بصرف النظر عن اهمية جدول الأعمال أو صدق بعض النيات.كانت آخر قمة حضرتها في تونس. والسبب الأساسي آنذاك أنني لم اكن قد عرفت تونس من قبل، فوجدتها مناسبة لمشاهدة بلاد الحبيب بورقيبة، أرقى الجمهوريين العرب وأكثرهم إحساساً بأهمية الحياة المدنية، والمناضل الاستقلالي الذي قرر - مثل نهرو وغاندي في الهند - أن يستفيد في بلاده من حسنات المستَعِمر بعد التحرر منه.الأكثر اهمية من كل ذلك أمران: الأول فرض التعليم الالزامي على التونسيين، والثاني أن سي الحبيب أمضى في الحكم سنوات طويلة جداً، وبقي من أنقى أكُف السياسة في العالم. وبعد تقاعده، استعاد شراء قطعة صغيرة من الكروم في المنستير، كان قد باعها خلال وجوده في الرئاسة لحاجته الى بعض المال. وحتماً من دون اي قصد أو تلاقٍ بين الاثنين، تبادل ديغول مع كاهن قرية كولومبي، قطعة من الأرض قرب منزله، لكي يوسّع الحديقة، حول البناء الصغير الذي اصبح الآن متحفاً لأمجد ساعات فرنسا التاريخية، خصوصاً في عفّة النفس والترفّع والضمير والاخلاق الوطنية والحفاظ على وحدة البلاد.بعد صدور مقال الاعتذار عن قمة موريتانيا ذلك الأربعاء، انهالت الرسائل على بريد "النهار" الالكتروني، في لهجات عنيفة لا تشبه الموريتانيين. اعتقدت ان سيل الاعتراض سوف يتوقف في اليوم التالي، لكنه استمر في الثاني والثالث وما بعدهما. وباستثناء رسالة واحدة ردّ صاحبها على المهاجمين بالقول إنهم اساؤوا فهم ما كتبت، أجمع الباقون على شد العصب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم