الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تأمّلات وقحة (هل هي وقحة؟!) على هامش القدّاس في كنيسة مار مارون

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
الرؤساء الثلاثة خلال القدّاس في كنيسة مار مارون (نبيل إسماعيل).
الرؤساء الثلاثة خلال القدّاس في كنيسة مار مارون (نبيل إسماعيل).
A+ A-
أزعم – وبعضُ الظنِّ إثمٌ (؟!) – أنّ الذين توافدوا قبل ظهر اليوم التاسع من شباط إلى كنيسة مار مارون في جمّيزة بيروت، لم يؤمّوا المكان للصلاة، ولا لاستذكار شفيع الموارنة، بل فقط لأسبابٍ كثيرةٍ أخرى، ليست ضمنها الصلاة (حتمًا). 
 
أبدأ بـ"الثلاثيّ المرح" الذي لا تنطبق عليه صفة المرح على الإطلاق. فهو نقيض المرح، وضدّه، وسببٌ مباشرٌ لتغييبه (المرح) من حياتنا، بل لاستئصاله عن بكرة أبيه (وحتمًا). إنّما "الثلاثيّ المرح" عبارةٌ تُستَخدَم للتندّر، للتفكّه المرّ، وللغمز واللمز ليس إلّا (كي لا أومئ – احترامًا لنفسي - إلى سواها). إذ تنطبق عليه (هذا الثلاثيّ) جملةٌ من الصفات، أزعم أنْ ليس بينها صفةٌ تستدعي الدعاء بالخير، بل حتمًا الدعاء بسواه. وما أكثر سواه (اسألوا الناس؛ الناس الطيّبين الأوادم المقهورين المألومين الموجوعين الذين يؤلّفون الأكثرية الساحقة من اللبنانيّين العاديّين، الذين تؤخذ الحقيقة الصادقة من أفواههم، فلا همّ لديهم إلّا همّ البلاد، وما آلت إليه من انحطاطٍ وإدقاع، فآلت أحوالهم (أي الناس) إلى أرذل ما توصَف به أحوالٌ في أرجاء المعمورة. وما أبعد هذا "الثلاثيّ" – أيًّا يكن أفراده – عن هذه الأحوال المفجعة، وما ينجم عنها من همٍّ وطنيٍّ جمعيّ).
 
وبعد، موارنةٌ من "الصفّ الاوّل" كانوا هناك، وموارنةٌ من مراتب (أدنى) تطمح إلى أنْ تكون أولى (هيهات ثمّ هيهات، لكنْ مَن يدري!). أزعم أنّ هؤلاء جميعهم، إلى موارنةٍ آخرين من "أمراء" و"قادة" و"زعماء" و"أنصاف زعماء" و"أرباع أنصاف"، ربّما لم يجدوا سبيلًا للانضمام إلى الحشد (المؤمن؟!)، إلى موارنةٍ (وما أدراكم) ربّما يتجنّبون التخالط والاختلاط والانكشاف أو التنازل؛ هؤلاء جميعهم (ومَن يفوتني الغمز من قنواتهم) أين هم، يا ترى، من مارون الناسك (وأين هو منهم). 
أزعم أنّ المناسبة فرصةٌ دسمةٌ لا تُضاهى، لعرض بورتريتاتهم الرسميّة (الوقورة)، و/أو لتقديم أنفسهم، واستعراضها أمام الداخل والخارج، باعتبارهم منافسين (بل أعداء) بعضهم لبعض، وطلّابَ تمديدٍ و/أو طامحين لتسنّمِ مناصبَ وأمجادٍ (رخيصةٍ) في الأرض، وكَراسٍ (متداعية، وربّما مخلّعة. بل أكثر بل أكثر).
 
لو شئتُ أنْ أواصل الزعم، لبان لي أنّهم جميعهم (الموارنة و"الثلاثيّ" و"الثنائيّ" و"الرباعي"ّ وسواهم وإلى آخره) متربّصون بعضهم ببعض، ومتحيّنون للانقضاض بعضهم على بعض. ولو استطاعوا لكاد (من الكيد) بعضهم لبعض، ولجعلوا من ذكرى مجزرة كنيسة مزيارة (16 حزيران 1957) أثرًا بعد عين.  
 
في مناسبة عيد مارون الناسك، وعلى هامش القدّاس في كنيسة جمّيزة بيروت، أسأل عن "الروح"؛ روح مارون الناسك، روح المارونيّة التي على خطى مارون، وروح "الشعب المارونيّ"، فلا أعثر عليها في المذكورين أعلاه، وفي مَن فاتني ذكرهم. ولا اسثتناء.
إنّي أستنهض مَن تعنيهم هذه "الروح" (هم غفيرون، وهي غفيرة)، التي لم أعثر عليها في المذكورين أعلاه.
 
مش حرام، ما آل إليه موارنة مارون الناسك، على أيدي هؤلاء؟! والله، حرام!
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم