قبل ثلاثة أيام، مرّت الذكرى السنوية لميلاد الزعيم كمال جنبلاط، فأعادت إلى أذهان اللبنانيين أياما مضيئة كان يقود الحياة السياسية فيها رجالٌ آمنوا بأن الأخلاق والقيم الوطنية هي مرشد الممارسة السياسية ونبراسها. رجالٌ من قامة كمال جنبلاط وفؤاد شهاب وريمون ادّه ورشيد كرامي والامام موسى الصدر، وسواهم، آمنوا بأن لا شيء يعلو على واجب حماية الكيان الوطني وسموّ القانون واحترام المؤسّسات. وفي المناسبة، أحسن وليد جنبلاط في وصف تقهقر أوضاع البلاد بالتوازي مع انحدار مفهوم الدولة، الذي هبط من زمن القادة الكبار إلى درجة أدنى في العصر السوري مع شعار "شعبٌ واحدٌ في دولتين". وهو شعارٌ أضعف الدولة لكنّه لم يصل إلى حدّ إلغائها، كما جرى في المرحلة المأسوية الراهنة من تاريخ لبنان.ذابت الدولة اللبنانية وتكاد تختفي آثارها مع وجود جيشين على أرض واحدة، وبسبب طريقة تطبيق اتّفاق الطائف، التي توافق عليها السياسيون رغم اختلافاتهم. فلم يعد في لبنان مركزٌ جامع أو مرجعية واحدة بعد التهافت على تقاسم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول