عن باسيل يا مثلَّث الرَّحمة

 عندما يُبهِرُنا الى حدِّ التأليه أحياناً شكلُ القوةِ والتماعُ هوليوودِها، تتعطّلُ فينا مَلَكَةٌ عزيزةٌ على تلافيفِ العقل. مَلَكَةُ الحِسّ النقدي. نحن ميّالونَ الى الخضوعِ لمظهَرِ القوة. الطاووسُ أضعفُ من الهرّ. حجمُ انفلاشِ أجنحةِ ذي الريش المتبجّحِ يُخيفُ الهرّ. المظهرُ أبو المضمون. كلُّ مضامينِ العبوديةِ مردُّها عُروضُ القوة. وحدُه سلوكُ يسوع المسيح كان استثناءً. في مواجهة الخوذةِ الرومانيةِ ورماحِ امبراطوريةِ قيصر رَبِحَ دمُ المسيح. شوكةٌ واحدةٌ من إكليلِ شوكِ المعلِّم باتت قِبلَةَ العالم. لم يبقَ من يوليوس قيصر وجَبَروتِه سوى خنجر بروتوس إبنُ عشيقَتِه وبعض المحفوظاتِ الأثريةِ وأوانٍ مطبخيةٍ في متحفٍ خُصِّصَ للديكتاتور في حاضرةِ الڤاتيكان.أميركا تُبهِرُ الأبصارَ وتخطفُها. كلُّ ما فيها على مقياسِ جوبيتر وشمشون. زرتُها مراتٍ عدة، وفِي كلِّ مرةٍ كانت أميركا تشعرُني بشيءٍ من العجز. العجزُ عن مجاراتها في شاهقاتِ ناطحاتها وضخامةِ معاملها وعراقةِ جامعاتها. حتى المواطنُ الأميركيُّ مختلفٌ...