السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عودة عروض السينما... التذكرة تصل الى 50 ألف ليرة والقطاع يحاول النهوض

المصدر: "النهار"
مشهد من صالة سينما (تصوير مارك فياض)
مشهد من صالة سينما (تصوير مارك فياض)
A+ A-
يحاول قطاع السينما كسائر القطاعات الإنتاجيّة اليوم التأقلم مع الوضع الراهن، والتكيّف مع التغييرات الجذرية التي طرأت على البلد، مع ظهور وباء كورونا وارتفاع سعر صرف الدولار، وما تبعهما من مشاكل أخرى أعاقت عمل القطاع الخاص، وبالتالي أدّت إلى تراجعه.

اختفت أرباح شباك التذاكر في لبنان بين ليلة وضحاها، ومن دون سابق إنذار أقفلت دور السينما أبوابها لأجل غير مسمّى، التزاماً بإجراءات الحجر الصحيّ للحدّ من انتشار الفيروس. واليوم، بعدما أصبحت العودة آمنة نوعاً ما مع تراجع أعداد الاصابات، فُتحت تلك الأبواب بوجه الزوّار على أمل تعويض ما مضى وإحياء القطاع الثقافي الذي يُعتبر واجهة البلد.
 
 
 
في هذا الإطار، أشار المنتج السينمائي ومدير المبيعات والتوزيع الإقليمي للأفلام في "غراند سينما" بفروعها في لبنان، الأردن والكويت، إسحاق فهد، إلى أنّ "الأسبوع الأول من العودة فاق التوقّعات، ولاقى إقبالاً كثيفاً من قبل المواطنين الذين عبّروا عن اشتياقهم وحماسهم لإعادة فتح دور السينما"، منوّهين بهذه الخطوة مع بداية الموسم السياحي وانحسار الوباء، وخصوصاً أنّ "نتفليكس" وغيره من التطبيقات لم تعد تستهوي المشاهد بعد سنة ونصف من الحجر المنزلي، وفق رأيه.
 
أمّا على صعيد أسعار التذاكر، رأى فهد أنّ "المواطن اللبناني بات متقبلاً لفكرة الغلاء وارتفاع الأسعار"، لافتاً إلى أنّ "مبلغ الـ50 ألف ليرة للدخول إلى السينما، لا يُعتبر باهظاً مقارنة بالتكلفة الفعليّة التي يتكبّدها القيّمون على السينما".
 
ولفت في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "القطاع الخاص في لبنان لا يعمل اليوم للربح أو لجمع الأموال، بل يبذل الغالي والنفيس بهدف البقاء والاستمراريّة، بعيداً من الأسباب التجارّية غير المضمونة، كما إنّ الهدف الرئيسي هو عدم خسارة المال الذي دُفع سابقاً، ناهيك عن المجهود الذي بُذل لتطوير القطاع وإيصاله إلى هذه المرحلة".
 
 

وأكدّ فهد أنّه اليوم "يتمّ تشغيل السينما وفقاً لكلفة متدنيّة وضئيلة مقارنة مع وضع السوق وسعر صرف الدولار، أقلّه لحفظ ماء وجه القطاع في ظلّ التحدّيات غير المسبوقة التي تعصف به"، موضحاً أنّ "لا نيّة بتاتاً بالإقفال أو إغلاق دور السينما، ولكن لا أحد يعلم ما يمكن أن تحمله الأيّام إذْ أنّنا نعيش في بلد كلّ يوم نستيقظ فيه على شيء جديد".

من جهة أخرى، طالب فهد الدولة برفع يدها عن القطاع الخاص وتركه يعمل لما فيه من خير للبلد وشعبه، مشيراً إلى أنّ "هذا القطاع أثبت منذ الطائف حتّى اليوم أنّه الشريان الاقتصاديّ للدولة ومصدر دخلها الأساسيّ".
 
 

كما نوّه المنتج السينمائي بفيلم لبناني جديد يحمل عنوان "يربوا بعزكن"، من بطولة عمّار شلق، غبريال يمّين، باميلا الكيك، شادي حدّاد ورامي عطالله وغيرهم من نجوم الدراما اللبنانيّة، والذي كان من المقرّر عرضه في ١٧ تشرين الأول أيّ يوم اندلاع الثورة، إلاّ أنّ الوضع العام للبلد حتّم تعليق العرض، ولا سيّما أنّه فيلم تجاري ولم يكن من الطبيعي عرضه والمجازفة في زمن قطع الطرقات والإغلاق. لافتاً إلى أنّهم يفكّرون بإعادة طرحه في الأسواق مجدّداً.

كما شدّد فهد على ضرورة إحياء السينما اللبنانيّة، وخصوصاً في ظلّ الوضع الحالي الذي يتطلّب تسليط الضوء على أيّ إنتاج وطنيّ ودعمه.
وفي هذا الصدد، رأى أنّ دور السينما في لبنان، بحاجة إلى مادة لبنانيّة "دسمة" تُرضي المشاهدين، موضحاً أنّ الفيلم اللبناني يُحقّق إيرادات جيّدة في لبنان فقط على عكس باقي الأفلام، وأنّ المشاهد اللبناني بدوره يُحبّ الأعمال الثقافيّة وبشكل خاص اللبنانيّة منها، وهذا ما أثبتته الإحصاءات سنة ٢٠١٨، التي أشارت إلى أنّ ٧٥ في المئة من أرباح التذاكر هي من الأفلام اللبنانيّة التي شهدت تطوّراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة الفنيّة، التقنيّة والتجاريّة أيضاً.
 
 
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم