الأديان كلُّها تؤمن بوجود إلهٍ خالقٍ لهذا الكون، وتعمل على تحديد العلاقة بين الإنسان وهذا الإلله. وفي تحديد هذه العلاقة تختلف الأديان بعضها عن بعض. ما يميِّز المسيحيَّةَ عن سائر الأديان هو إيمانُها بأنّ الله هو أبٌ لجميع البشر، وأنّ جميع البشر بالتالي هم أبناؤه، وانطلاقًا من هذا الإيمان تغدو العلاقة بين الإنسان والله كعلاقة أبناءٍ مع أبيهم، وليس كعلاقة عبيدٍ مع سيِّدهم. هذا هو جوهر التعليم الذي جاءنا به كلمة الله وابنه الربُّ يسوع المسيح، وتوسّعتْ به مختلف كتب العهد الجديد. فيسوع كان، في صلاته، يخاطب الله كما يخاطب الابنُ أباه، ويدعوه حتّى بلقب "أبّا"، وهي اللفظة التي يخاطب بها الأطفال أباهم في اللغة الأراميّة. وقد علَّم تلاميذَه أن يخاطبوا هم أيضًا اللهَ بهذا اللقب. فعندما طلبوا إليه أن يُعلِّمَهم الصلاة، قال لهم: "فأنتم صلّوا هكذا: أبانا الذي في السماوات..." (متى 9:6)؛ "وأنتَ متى صلَّيتَ فادخلْ حجرتَكَ، وأَوصدِ الباب، وصلِّ لأبيكَ الذي هو هناكَ في الخفاء. وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيكَ" (متى 6:6). وإنّ بولسَ الرسولَ، في مقارنته بين العهد القديم والعهد...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول