عون يُمسك بالسلطات والحريري ينتظر الفرج... هل يُصبح مجلس الدفاع الأعلى حكومة أمر واقع؟
06-12-2020 | 17:03
لم تعد عملية تشكيل الحكومة مسألة مرتبطة بتقديم الرئيس المكلف سعد الحريري، صيغة لتركيبتها ولا طرحه تصوراً لرئيس الجمهورية ميشال عون لاستكمال التشاور حول الأسماء. الامر صار متعلقاً بالبلد وبالنظام اللبناني والدولة، إذ أن تحالف رئيس الجمهورية و"حزب الله" بدا وكأنه لا يقبل بأي صيغة حكومية أو تركيبة، حتى لو تنازل الحريري عن عناوين كثيرة كان حددها سابقاً لقبوله التكليف، وترك الامور تسير وفق الامر الواقع لإمرار هذه المرحلة الصعبة والخطرة إقليمياً ودولياً ولتبيان الوجهة السياسية التي سترسو عليها السياسة الأميركية في المنطقة. كل المعطيات تشير إلى أن عون لن يسلم الحريري حكومة إلا بشروط يعجز عن تأليفها، فهو لن يقبل بالثلث المعطل وبمشاركة جبران باسيل الذي تُفرض عليه عقوبات فتستمر الازمة على ما هي عليه، وإذا سلّم الحريري بمشاركة "حزب الله" مباشرة وأعطى حق الفيتو للتحالف الحاكم، فإن الحكومة ايضاً لن تكون قادرة، لا على الإقلاع ولا التحليق بسبب الموقف العربي والدولي الذي يصر على حكومة تستطيع أن تنجز الإصلاحات. الوقائع تدل على أن ثمة من يريد إبقاء حالة الجمود الحكومي القائم، في انتظار تغيرات تكرّس الهيمنة السياسية للتحالف الذي حكم مع حكومة حسان دياب المستقيلة، وتثبيت الامر الواقع الذي جعل من حكومة تصريف الاعمال مجرد أداة تنفيذية لسياسات تقرر من خارجها، فتشتد الضغوط على الحريري لتحميله مسؤولية المماطلة في تأليف الحكومة، خصوصاً من طرف تيار رئيس الجمهورية السياسي، اي التيار الوطني...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول