لا تقسيمَ بالإكراه ولا وِحدةَ بالهيْمنة
07-10-2021 | 00:50
المصدر: "النهار"
هناك شعوبٌ مهما حاولَ أعداؤُها تقسيمَها، تعودُ وتتوحّدُ لأنَّ شعورَها القوميَّ الواحِدَ أقوى من التقسيمِ. وهناك شعوبٌ مهما حاول حلفاؤُها توحيدَها، تعود وتَنقسِمُ لأنَّ مشاعرَ مكوّناتِها القوميّةَ مبعثرةٌ وولاءاتِها ضالةٌ تَجوبُ في أوطانٍ أخرى. محاولاتُ التمرّدِ على هذه الحتميّةِ التاريخيّةِ أدّت إلى مآسٍ. المئةُ سنةٍ المنصرمةُ شَهِدَت تغييرَ حدودِ ثمانينَ دولةً في أنحاءِ العالم انفصالًا أو تقسيمًا أو توحيدًا. من التغييراتِ ما حَصَل سلميًّا، منها ما جرى عسكريًّا، والباقي حَصلَ بفعلِ مخطَّطٍ خارجيّ. قد تكون تجاربُ ألمانيا والاتّحادِ السوفياتيِّ والعالمِ العربيّ أكثرَ تعبيرًا عن دورِ الحرّيةِ والقوميّةِ والدينِ والاستعمارِ في تغييرِ الدولِ والأوطان.في مثلِ هذا اليوم 07 تشرين الأوّل 1949، أعْلنَت الدولُ المنتصرِةُ في الحربِ العالميّةِ الثانية (أميركا، فرنسا، بريطانيا والاتحاد السوفياتي) تقسيمَ ألمانيا رسميًّا دولتين بعد اقتسامِها سنةَ 1945. لكنَّ الشعبَ الألمانيَّ سارعَ واستعادَ وِحدتَه الفيديراليّةَ لحظةَ بَدءِ سقوطِ الاتّحادِ السوفياتي سنةَ 1989. ولاحقًا أصبحَت أنجيلا ميركل، ابنةُ ألمانيا الشيوعيّة، مستشارةَ ألمانيا الموحَّدةِ الليبراليّة. المشاعرُ القوميّةُ حيّةٌ. وفي مثلِ هذه الفترة أيضًا ـــ تشرين الأوّل سنة 1989 ـــ انتفَض الشعبُ الروسيُّ على الاتّحادِ السوفياتيّ، فإذا 15 دولةً، كان النظامُ الشيوعيُّ جَمعَها قَسْرًا طَوالَ أكثرَ من سبعينَ سنةً، بادَرت إلى الانفصالِ والرجوعِ إلى كياناتٍ قوميّةٍ سابقة. وبعضُ هذه الشعوب عاد وانقَسَم إتنيًّا ودينيًّا داخلَ كياناتِه الجديدةِ مثلَ دولِ بلادِ البلقان (تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا ومقدونيا). لا تَحرّرَ من دونِ استقلالٍ. وقبلَ عشرِ سنواتٍ انتفَضَت شعوبٌ عربيّةٌ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول