الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بدو الميناء وعرب الفضاء

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
الشيخ محمد بن راشد.
الشيخ محمد بن راشد.
A+ A-
الأسبوع الماضي كان أسبوع مقارنات طفولية ومحزنة. اللبنانيون، عقلاء وغيرهم، يتأملون الوداع العالمي لسيدة من سيدات الإنسان والتاريخ، ويقارنون ويبكون. أما كيف تجوز المقارنة بين لبنان والمانيا، فلأن الفقر يعمي البصر ويغشى البصيرة. وما زال اللبنانيون، غرقى الكارثة، يرفضون التذكّر بأنهم خرجوا من مؤشرات سائر الدول القابلة للحياة، برغم كل ما اصابهم وما حل بهم. بحث بعضنا عن انغيلا ميركل في جحيم الفساد وفجور الغطرسة، وبكل يأس وسذاجة، بحث البعض الآخر عن محمد بن راشد، وهم يشاهدون كيف تحوّلت دبي من ميناء لقوارب "البدو" الصغيرة إلى أهم معرض لصناعات الفضاء واعاجيب الطيران. يقارنون، ودبي في الفضاء ولبنان في الفناء. يقارنون برغم معرفتهم ان معرض اكسبو 2020 سوف يستضيف 21 مليون زائر، وأن مطارها هو الاكثر انشغالاً في العالم، وأن شركتها الوطنية سوف تتخطى حركات النقل في مطارات هيثرو، وإن مطار بيروت، معتم، مثلما كان مطار دبي قبل 50 عاماً على وجه الضبط. مدرج صغير وبضع غنمات ترعى إلى جانبه، وبرج المراقبة يعاني من الضجر والملل. ورمال في كل مكان، وإبل تقطع الطرق الترابية. وأقرب مستوصف في الشارقة المجاورة. ومكتب الحاكم، الشيخ راشد، في الميناء، خال من ضرورات المكاتب، والشيخ يجلس ضاحكاً باسماً، يحلم ويعمل، ولا صحف في المدينة ولا مطاعم إلاَّ للعمال القادمين من الهند. وعلى مكتب الشيخ هاتف قديم ولا يرن. فمن لديه الوقت لأن يسمع بهذه الإمارة التي ليس فيها نفط ولا ماء ولا مدرسة، ومخزنها الوحيد يملكه الهندي جاشنمال. لكن زمن الرمال والغبار لن يطول. وسوف تخرج دبي منه لكي تبني اعلى فندق في العالم، وأعلى برج في العالم، والمطار الأكثر حركة. وبعدها تتجه إلى إقامة فروع للأهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم