الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

وجه حليم جرداق مبحرًا في فلسفة الوجود ومجبولًا ببهاء الطين الأليم

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
وجه حليم جرداق مبحرًا في فلسفة الوجود
وجه حليم جرداق مبحرًا في فلسفة الوجود
A+ A-
 قبل أنْ يغيب الفنّان الكبير حليم جرداق (1927-2020)، أمضى الفترة الأخيرة من حياته في المستشفى – المأوى، صامتًا، وحيدًا، منحنيًا على كِبَرِ مكانته المرموقة في الفنّ والكتابة وعلى أناقة حكمته وفلسفته في الوجود. بين حينٍ وآخر، كان يتلقّى زياراتٍ نادرة، في إحداها التقط له صديقه الفنّان نعيم ضومط صورةً استثنائيّةً (نيسان 2018)، ليحوّلها في الآونة الأخيرة (تشرين الأوّل 2020) إلى منحوتة طين الفخّار، في انتظار الظروف لإنتاجها عملًا برونزيًّا أو حجريًّا. الصورة، ثمّ الصورة المنحوتة أوحت إليَّ هذا النصّ، أكتبه تكريمًا لحليم جرداق، وامتنانًا. لقد رأيتُ الصورةَ، صورةَ وجهكَ، الملتقَطة بهاتف نعيم ضومط، في لحظةٍ قصوى من لحظات الاستقالة والتصوّف والانخطاف، المختزِنة ما لا يمكن قوله بالكلمات، ولا وصفه بالشروح، فرأيتُ آنذاك يا حليم، جوهرَ وجهكَ الذي لم يعد مشغولًا منذ وقتٍ طويل، بما يعتري الـ هنا. ورأيتُ في ما بعد، جبْلةَ وجهكَ التي جَبَلَتْها – قبل أسابيع قليلة - يدا نعيم، ببهاء الطين المبلّل بذكاء الاستشراف والاستشفاف وبماء القلب على السواء.  فلا مفرّ الآن، يا حليم، من أنْ أدخلَ في وجهكَ، حيث تمثل أمامي روحُ الوجه، متخلّيةً عن كلّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم