هل يُؤسِّس ترامب "أوتوقراطيّة " وعائلة سياسيّة إذا فاز؟

مُضنيّة ومُكلفة للأعصاب مُتابعة النتائج الأوّليّة للانتخابات الرئاسيّة في الولايات المتحدة من دولة تبعد عنها آلاف الأميال مثل لبنان وتسبقها 7 ساعات في التوقيت. إذ يقتضي ذلك التخلّي عن النوم ليلة واحدة على الأقل ومُتابعة الفرز على شاشات التلفزة الأميركيّة وفي مقدَّمها الـCNN التي حاولت في أثناء الحملة الانتخابيّة كما في أثناء متابعة الفرز والنتائج الأوّليّة للتصويت أن تكون موضوعيّة إلى أبعد الحدود، رغم تحبيذها وغالبيّة الإعلام في بلادها إكتفاء الرئيس ترامب بولاية واحدة وفوز منافسه الديموقراطي بايدن عليه. كما رغم تعرّضها لحملات تجنٍّ وتشويه وإصقاد صدقية ليس فقط من أنصار الرئيس الذي تنتهي ولايته في النصف الأوّل من كانون الثاني المقبل، بل منه شخصيّاً الأمر الذي جعل العالم الديموقراطي يرى ممارسة حاكم عالم ثالثي لدولة رائدة في العالم الأوّل والمُتقدِّم لا تختلف في خرقها للقوانين والدستور والأعراف والحريات وفي ممارسة الضغوط على الناخبين وفي استعمال عصبيّات مؤيّديها العنصريّة والفئويّة عن ممارسات حكّام دول مُستبدّة وقمعيّة كبيرة كانت أو صغيرة وقويّة تفرض إرادتها على محيطها أو ضعيفة تحتاج إلى حماية خارجيّة. طبعاً بدا الخامسة صباحاً في توقيت بيروت أمس أنّ التنافس مُحتدم بين ترامب وبايدن رغم تقدُّم الثاني في عدد مندوبيه في المجمَّع الانتخابي. علماً أنّ التحليلات التلفزيونيّة كانت تُشير إلى تنافس شديد في الولايات المُتأرجحة الـ 13 ربّما تناقض نتائجه ما كانت آخر استطلاعات الرأي رجّحته وهو نجاح بايدن في الفوز بنصفها على الأقل. لكنّها كانت تؤكِّد أنّ أمام بايدن فرصاً أكثر من ترامب لتحقيق التقدُّم في أكثر من ولاية. في اختصار لن يعرف الأميركيّون رئيسهم الجديد أو الجديد القديم قبل يوم الجمعة المقبل على الأقل. فنسبة الناخبين يدويّاً وآليّاً وبريديّاً كبيرة جدّاً هذه المرّة وفرز أصواتهم يحتاج إلى وقت وتدقيق، وربّما إلى تدخُّل المحاكم ولا سيّما في ظل رئاسة...