الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

... ولكانت الحرّيةُ تُضيءُ الشرق

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تمثالَ الحرّيةِ في نيويورك
تمثالَ الحرّيةِ في نيويورك
A+ A-
 لو يَدري الإسلاميّون أنَّ تمثالَ الحرّيةِ في نيويورك اسْتوحاه النَحّاتُ الفرنسيُّ أوغست بارتولدي " Bartholdi Auguste سنةَ 1885 من وجهِ امرأةٍ مُسلِمةٍ في قريةِ «أبو سُنْبل» من بلادِ النُوبَة المِصريّة. لو يَدري الإسلاميّون أيضًا أنَّ بارتولدي أرادَ رفعَ النُصُبِ الأساسيِّ على مدخلِ قناةِ السويس مع عبارة: "الحرّيةُ تُضيءُ الشرق"، فاعتذرَ منه الخِديوي إسماعيل باشا وأعطى أولويّةَ الإنفاقِ الماليِّ لشَقِّ القناة، فحَقَّقه بارتولدي في نيويورك سنةَ 1886 ليُصبحَ وجهُ امرأةٍ مُسلِمةٍ أشهرَ رمزٍ للحرّيةِ في العالم. لو يَدري الإسلاميّون ذلك لعادوا مُسْلمين، ولكانت "الحرّيةُ تُضيءُ الشرق". خِلافًا لما يُظَنُّ، ليس الدينُ رادعَ الحرّيةِ، وليست العلمنةُ شرطَ الحرّية. فعدا أنَّ الحرّيةَ تُولدُ في الإنسانِ مع الروحِ والجسَد، مسيحيّتي هي هَدْيُ حرّيتي كما يُفترضُ أن يكونَ الإسلامُ هَدْيَ حرّيةِ المسلمين، واليهوديّةُ هَدْيَ حرّيةِ اليهود. كم هي عظيمةٌ هذه الحرّيةُ التي، هي والله، يَجمعان البشر. وكم هو قاهِرٌ أنْ باسمِهما ارتُكِبَت، ولا تزال تُرتكبُ، أسوأُ مجازرِ التاريخ. وإذا كانت المسيحيّةُ في الغرب اعتَبرت العلمنةَ تَحمي الحرّيةَ وتُحيّدُ الدين، والمسيحيّةُ في الشرقِ راهَنت على العيشِ المشترَكِ قدَرًا، فالإسلامُ يواصلُ البحثَ عن توازنٍ مفقودٍ بين الدينِ والدولة، وبين الإسلامِ والتعايشِ مع الآخَرين. وإذ نَجح مسلمون، أفرادًا وجماعاتٍ، في مواكبةِ الحداثةِ والإبداعِ فيها، يَنتظرون أن يَشمُلَ الإصلاحُ مؤسّسةَ الإسلامِ الدينيّةَ الجامعةَ، لأن المسلمين هم المتضرِّرون من الجمودِ ومن التيّاراتِ الإسلاميّةِ المتطرِّفة. كاد الإسلامُ أن يَتلمَّسَ الحلَّ في العوالم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم