الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

للاستعمال الخارجي فقط

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
للاستعمال الخارجي فقط
للاستعمال الخارجي فقط
A+ A-
بعد الحرب العالمية الثانية انقسم العالم الى جزءين: واحد سمّى نفسه "العالم الحر"، أي الرأسمالي، وواحد سمّاه ونستون تشرشل "الستار الحديدي"، الذي راح يكمل ما بدأه لينين، خلال الحرب العالمية الأولى. ضمّت دول "الستار الحديدي" مجموعة من مهزومي اوروبا الشرقية، مثل بولونيا، وشرق المانيا، ويوغوسلافيا، واغلقت على نفسها وراحت تحاول بناء جنة المساواة ونعيم الكادحين. أما اوروبا الغربية التي فتكت بها الحرب ايضاً،  فاتجهت الى الرأسمالية وضراوتها ومنافساتها الكاسحة. بعد ربع قرن من الصراع الهائل، رُفع "الستار الحديدي" ولم تُرمَ الرأسمالية في "مزبلة التاريخ"، وعاد شرق المانيا الفقير الى غربها الفاحش، وانضمت بولونيا الى الوحدة الاوروبية بعدما كانت عاصمتها مقر "حلف فرصوفيا". انهكت الحرب شرق وغرب اوروبا معاً. وصار العائدون الى لبنان من سياحات اوروبا الشرقية يروون الحكايات عن رخص وسهولة شقراوات البلاد،  المهانة بالهزيمة والفقر. وصار كلما جمع احدهم – او احدنا – مبلغاً قليلاً من المال، أعد نفسه للبطولات التي سوف يعود للحديث عنها، بل للكتابة عنها، نكاية بشوفة حال بنات البلد وظنترتهن. وكانت عدة الغزو في بلاد السلافيين (الصقالبة، سمّاهم العرب) موحدة تقريباً، مثل سعر صرف الدولار ما بين الحمرا وفرن الشباك: عملة صعبة، وعطر شانيل خمسة، وثياب نسائية لا داعي لتفصيلها. وابو زيد خالك. لكن العنصر الغامض في لائحة الغزو، كان الأدوية. جميعها. وفي طفولتنا كان لا يزال يجوب لبنان على بغالهم "صيادلة" مغاربة ينادون على العلاجات السحرية التي يحملونها: دوا للحبة، دوا للربة (ربوبية)، دوا للي ما بتجيب ولاد. فيها الشفاء. اما شباب هذا البلد الاشم، فكانوا يحملون من هنا، الاسبرين والمهدئات وادوية السترة الملزمة، كالاستشارات.يطلب مني الاصدقاء كلما سافرت – الى اي مكان – لائحة من الأدوية. تذلّني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم