لن تترك أميركا الشرق الأوسط... ولن توقف الحروب فيه!

 لم يتمكّن دائماً رؤساء الولايات المتّحدة من الإلتزام بالبرنامج السياسي الذي وضعه كلٌّ منهم لولايته الرئاسيّة الأولى سواء تناول موضوعات الداخل ومشكلاته أو موضوعات الخارج وأزماته الكثيرة. يبدو أنّ هذه القاعدة بدأت تنطبق على الرئيس الجديد جو بايدن رغم أنّه لم يدخل البيت الأبيض من زمان. وهذا أمرٌ طبيعي إذ أنّ تطوّرات سلبيّة قد تطرأ في المناطق المضطربة من العالم تضطرّ الرؤساء إلى التدخُّل فيها خوفاً على سلمٍ إقليمي أو من خطر على سلمٍ عالمي. واضطرارها هذا نابعٌ من أمرين مُهمّين أوّلهما دورها القيادي في العالم وله على الأقل حتّى الآن، إذ يفرض عليها مسؤوليّة العمل لحصر مفاعيل التطوُّرات ومنع تحوُّلها اشتباكات وصدامات تُهدِّد الاستقرار الإقليمي أو الدولي ومعها المصالح الحيويّة والاستراتيجيّة في آن. آخر مثل على خروج رؤساء أميركا عن برامجهم المُعدَّة سلفاً لولاياتهم الرئاسيّة هو الرئيس بايدن. إذ أنّ العالم كلّه يعرف أنّه لم يكُن في أثناء ولاية سلفه ترامب على وفاق معه حول قضايا كثيرة منها أزمة الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. فهو يتبنّى حلُّ الدولتين له منذ كان نائباً للرئيس الأسبق أوباما لمدَّة ثماني سنوات، وعمل له عبر وزير الخارجيّة جون كيري صديقه المُزمن الذي استعان به مُجدَّداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض، ولكن لمعالجة موضوع المناخ ومشكلاته وتأثيراته السلبيّة على العالم. وهو لم يؤيِّد "صفقة القرن" التي توصَّل إليها ترامب مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي يترنَّح حاليّاً جرّاء انقلاب قسمٍ مهمٍّ من اليمين المُتشدِّد الإسرائيلي عليه وتنطُّح عدد من أحزابه وقادتهم...