الإنهاك الثقافي اللبناني

في لبنان تذهب الجهود "التربوية" سدى، إذ كلما طفا خلاف تتحرك كل شياطين الحالة الطائفية البغيضة، أو السياسية المحتَضَنة من القائد، أو المحتَضِنة للزعيم، لتلوّح بحروب أهلية ومعارك شوارع، مع ما تختزنه من وابل العبارات والنعوت والبذاءات، ويمكن وصف الحالة التي نعيشها وسط تقاذف التّهم والشتائم، بالإنهاك الثقافي. كم من التصريحات والتعليقات تصدر كل يوم من الوزراء، والنواب، ورؤساء الاحزاب، والمسؤولين الجدد، والمسترئسين، مروراً بالمنابر الدينية والمدنية، وصولاً الى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. الكل يتفنن في اختيار، بل في ابتكار، العبارات الأكثر إثارة، وربما أذيّة، ليعبّر عن مكنونات نفسه، وربما ليعبّر عن ارادة مشغّليه والحكام بأمرهم، فيسعى لإرضائهم، وربما يفجّر الحقد الدفين لديه. هو إبداع في الأصل، لكنه تحوّل في لبنان الى...