الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أين لبنان من حركةِ الأمم؟

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
أين لبنان من حركةِ الأمم
أين لبنان من حركةِ الأمم
A+ A-
 مع تسلُّمِ رئيسٍ أميركيٍّ جديد، تتحرّكُ جميعُ الـمَلفّاتِ الدوليّة كأنَّ قِطافَها حان وحلَّها هان. هذه طقوسٌ مألوفةٌ تَحصُل كلّما تَتغيّرُ الإدارةُ الأميركيّة. فكيفَ والرئيسُ جو بايدن يَعقُبُ، هذه المرّةَ، رئيسًا (ترامب) عَكّرَ انتظامَ العَلاقاتِ الدوليّةِ، واختلفَ مع حلفاءِ أميركا قبلَ أعدائِها، وخَلَطَ بين الديموقراطيّةِ والفوضى، وماثَلَ بين الأمنِ والعنصريّة، وربَطَ بين التحالفِ والخُوّات. وما ضاعفَ رهانَ الدولِ على الإدارةِ الأميركيّةِ الجديدة، أنَّ الرئيسَ بايدن أشاعَ أجواءَ تسْوَويةً بعد أجواءِ التشنّجِ الدوليِّ التي رافقت عهدَ ترامب. لكنْ، هناك مَلفّاتٌ تَستلزمُ حلولًا جذريّةً لا تسويات، وحروبًا لا مفاوضات. لا قيمةَ لحلٍ يؤسّسُ لمشكلةٍ لاحقة، ولا فائدةَ من تسويةٍ تَفوح منها رائحةُ التنازلات. ونحن اللبنانيّين، نُدرك هذه الـمُسلَّماتِ لكثرةِ ما دَفعنا ثَمنَها بسببِ السياسةِ الأميركيّة. الخَشيةُ اليومَ أن تَدفعَ شعوبُ الشرقِ الأوسط، بمن فيها شعبُ لبنان، ثمنَ عدمِ وضوحِ الرؤيةِ لدى الإدارةِ الأميركيّةِ الجديدة. قادةُ العالمِ الّذين اتّصلوا بالرئيس بايدن بعد انتخابِه استَنتجوا أنه حاضرٌ للتفاوضِ المبدئيِّ حولَ جميعِ القضايا من دونِ التزامٍ مُسبَقٍ بنتائجِ المفاوضات. إنَّ التصرّفَ عكْسَ ما تَصرّفَ ترامب لا يكفي للنجاح. المعاكسةُ للمعاكسةِ لا تصنعُ استراتيجيّةً ولا تَبني قاعدةً سياسيّة. بين أركانِ الإدارةِ الأميركيّةِ الجديدةِ ومؤسّساتِها خِلافاتٌ جمّةٌ حولَ شؤونِ الشرقِ الأوسطِ الكبير. منهم مَن يَستعجلُ فتحَ الـمَلفّاتِ الخارجيّةِ علّه يُحقِّقُ ما لم يُحقّقْهُ أسلافُه. منهم مَن يَقترحُ حَصرَ الاهتمامِ بالوضعِ الداخليِّ إلى حينِ الانتخاباتِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم