الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا لا يبتسم الألمان؟

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
ألمانيا 1961 (أ ف ب).
ألمانيا 1961 (أ ف ب).
A+ A-
"لم يحدث أبداً ان كانت هناك حرب جيدة أو سلام رديء".              بنجامين فرنكلين ما هي الحرب؟ نحن لم نعرفها كما عرفها الآخرون. المعارك الكبرى جرت خارج مدن العالم العربي، حيث تقاتل المارشالات والجنرالات في صحراء مصر وليبيا لمنع المانيا من الوصول الى  السويس، ومنها الى النفط العربي. المارشال رومل والمارشال ويفل والمارشال مونتغمري. وجرت معارك محدودة في سوريا ولبنان. ثم بين قوات فرنسا الحرة (ديغول) وفيشي. لكن الحرب نفسها، لم نعرفها. لم نرَ مدينة دُمّرت مئات المرات مثل درسدن. لم نشاهد هيروشيما إلا في شرائط الأخبار السينمائية. وكانت كل أفلام هوليوود، بما فيها الكوميدية، عن الحرب. وملأت حياتنا اعمال ادبية مثل روايات همنغواي.  وفي فرنسا كانت الأعمال المسرحية والشعرية والروائية تدور حول الحرب. ومقابل النزعة الوجودية في باريس ظهرت في انكلترا، بالروح نفسها، موجة اللاانتماء، مع كولن ولسون وجون اوزبورن، "اللامنتمي" و"تطلّع خلفك في غضب". تأثر أدباؤنا الكبار بالإعصار الوجداني الذي زلزل اوروبا في الوعي والعدم. وصدرت اعمال فلسفية رائعة مثل "الصراع في الوجود" لبولس سلامة، و"قرف" لفؤاد كنعان، ونقلت "الندوة اللبنانية" جزءاً آخر من خلال بعض ارقى المحاضرين، مثل كمال جنبلاط ورينه حبشي والأب يوحنا مارون. عندما سافرتُ الى المانيا وباريس العام 1961 كان قد مضى على نهاية الحرب نحو 15 عاماً. كل الآثار الخارجية كانت قد اختفت. الخرائب بُنيت. القطارات يحمل ركابها حقائب، لا اكياسا. النساء عدن الى وضع القليل من المساحيق، لكن اكثرهن ما يزال ينتعل الاحذية شبه الرجالية بدل الكعوب العالية. أين هي الحرب إذن؟ تلخصها ثلاثة أسطر: القتلى 70 الى 80 مليوناً، وعدد الضحايا الأكبر كان في الاتحاد السوفياتي. هذا كل شيء؟  تقريباً. بلى. هناك ثلاثة أو اربعة اسماء يجب تذكّرها: هتلر، ستالين، روزفلت، ديغول، بيتان. الخ... سوف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم