هل صارت حرب أوكرانيا "حرب بقاء" لبوتين؟

في الواحد والعشرين من شهر شباط الماضي أي قبل ثلاثة أيام من انقضاء سنة على حربه على أوكرانيا ألقى رئيس روسيا فلاديمير بوتين خطاباً مهماً أمام غالبية القطاعات السياسية والعسكرية والإدارية والاقتصادية والقطاعية في بلاده انطوى على اقتناع غير مُعلن رغم وضوحه بأن التنافر والتعارض بين بلاده والغرب ثابتان وأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً غير الاستمرار في القتال من أجل البقاء. طبعاً هذا انطباع عام عن الخطاب، لكن مركز أبحاث أميركياً عريقاً وموجوداً في معظم عواصم القرار في العالم ومنها موسكو بادر الى تحليله بعمق مستنداً الى معرفة عميقة بروسيا أوضاعاً ونظاماً وحكماً ورئاسةً وعسكراً وأمناً فتوصّل الى استنتاجات عدة. منها أن بوتين لم يُلقِ أيّ ضوء على سؤال يشغل بال النخبة والرأي العام الروسيين وهو: كيف ينوي ربح الحرب؟ فالخطاب أُرجئ من السنة الماضية لسبب مهم هو ربما عدم معرفة بوتين بماذا يخاطب شعبه وسط غياب الانتصارات العسكرية على الجبهة، إذ كان يومها غاطساً في حملته العسكرية غير الناجحة. في النهاية كان الخطاب مزيجاً ممّا اعتبر بوتين أن قوله ضرورة ولا سيما عن القسم الجيوسياسي في استراتيجيا الغرب "المجنون"، كما ممّا هو مطلوب منه أن يقوله وفقاً للدستور وهو شرحٌ للوضع السياسي – الاجتماعي في بلاده. ومنها أيضاً أن بوتين قال إن الانتخابات المقبلة كلها بما...