إخفاق بايدن وإيران يعني حروباً مستمرة
03-02-2021 | 00:37
المصدر: النهار
اللبنانيون "معلّقون بحبال الهوا" كما يُقال. فلا فرنسا نجحت في نفخ الحكمة في عقول قادة شعوبهم، ولا استعمل هؤلاء العقول التي أعطاها لهم الله عزّ وجلّ. لهذا السبب استمر تناحرها واحترابها، كما استمر تنافس هؤلاء بل تقاتلهم من أجل الاستمرار في حكمها والتحكّم بها واستخدامها من أجل أمجاد باطلة وإن على حساب استقرار بلادها وأمنها وتأمين مستقبل أولادها. ولا أميركا دونالد ترامب أعطت السلم الذي يريده بعضها مع إيران لأنه الوحيد الذي يفتح أبواب الاستقرار في بلادها (شعوب لبنان)، أو الحسم معها الذي يريده بعضها الآخر، وذلك من أجل التخلّص من الوضع البالغ الصعوبة الذي يعيشه لبنان. أما أميركا جو بايدن التي خلفتها فلا يعرف أحد ماذا ستفعل للبنانيين المنقسمين. فمشكلاتها في الداخل كثيرة. ومشكلاتها في العالم كثيرة. ومشكلاتها في الشرق الأوسط بالغة الصعوبة. فهي من جهة تريد عودة الحياة الى الاتفاق النووي مع إيران ولكن معدّلاً لاعتبارها إياه مفتاح ترتيب أوضاع هذه المنطقة. من جهة أخرى تعتبر مصلحة إسرائيل وأمنها همها الأول، وذلك أمرٌ لا يمكن أن يتحقّق قبل إنهاء صراع العرب معها وإعطاء شعب فلسطين حداً أدنى من حقوقه، أبرزها دولة لها علم ونشيد وطني وشرطة وربما عضوية في الأمم المتحدة، لكن تفتقر الى السيادة التامّة. كما أنه لا يمكن أن يتحقّق قبل حسم الحرب الدائرة في المنطقة بين إيران والدول العربية أنظمةً وشعوباً، ولا سيما بعدما بدا للعرب أن مذهبية إيران وفارسيتها تطغيان على استراتيجيتها الإقليمية. الحسم قد يكون عسكرياً، لكن إنجازه بنجاح صعب فضلاً عن أن لا مصلحة فيه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول