الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

باقٍ من الزمن

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
من أرشيف "النهار".
من أرشيف "النهار".
A+ A-
أَفْضَلْ العُدَّة، الصَّبْرُ على الشِّدَّةعبدالله بن العباسكانت أوراق الروزنامة قديمًا تحمل على الوجه تاريخ يومها وعلى الظهر أخبارًا وحِكَمًا وتأويلات منجمين، واليوم يحاول اللبنانيون نَزْعَ كل ورقَة من التسعين المتبقية، بحذر شديد خيفة اشتعال أي منها بما يحترق معها صبر الانتظار الطويل؛ ولكن وجلنا يتفاقم بعد أن نقرأ ظهر ورقة اليوم الآفل الذي ينبئنا بهول الذي يليه، كأن "الروزنامة" قد بُرْمِجَت منذ أعوام، على تراكم الأزمات، وخراب المؤسسات، وتمزيق القانون، وتدنيس الدستور، وصولا بنا إلى بئس المصير. علينا أن ندرك أن التسعين المتبقية، هي أحْرَجُ أيام الجمهورية بما يقتضي ضبط الأعصاب، وتمالك الأنفس، وتحكيم العقل والبصيرة، والتمسك بالحكمة، والاعتصام بالقواسم المشتركة بين الأكثرية، التي تجمعها المصلحة ببقاء الدولة، وتفرقها رؤاها في كيفية إدارتها، إذ إن المطلوب، واكثر من أي مرة، أن تقوم هذه الاكثرية غير المتحدة، بلم نوابها ورصِّ جمهورها ووضع برنامجها لإحباط ما كتب المنجمون الأشْرار على طوالعنا، وما سعوا به لتهديم الكيان اللبناني، فإن وصلنا إلى نهاية آمنة، نظر اللبنانيون بعدها الى الأوراق التسعين المتساقطة فوجدوها بعد ان فَرِغَت من شحناتها، أشبه بأوراق الخريف، تصدر خشخشة ولا تورث خَشْية. وتجدر الإشارة إلى أن الآمال التي عقدت على التسوية الرئاسية، تبددت بفعل انفكاك مربع التحالف الانتخابي الذي أوصل الرئيس إلى السدة، فذاك لم يكن تحالفاً قائماً على رؤية بعيدة، بل على مصالح قريبة سرعان ما تصادمت بُعَيْد الانتخاب.فإذا عدنا إلى "يوم المطران"، لكان من جملة تلك الأيام المفخخة التي استطاع البطريرك أن ينزع فتيلها بجرأة وحزم، ذلك أن الأمر الذي كان معدَّا لتصنيف اللبنانيين بين ممانعين ومتعاملين، انقلب سحره الفاشل على الساحر، وظهر للعيان أن التذرع "بأحمال" المطران، أكبر من حشره...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم