الكوفيد 19 أهو النظام العالميّ الجديد الذي يفتح ذراعَيه لاحتضان موت العالم؟

 أخشى ما أخشاه أنْ يكون العالم كلّه قد دخل في فلكِ نظامٍ عالميٍّ جديدٍ، في طور التشكّل؛ سيّدُهُ وراعيه، هو هذا الوباء الكوفيديّ المستجدّ والمتحوّر، الفارض نفسه، لا على أخلاقيّات الانتظام العالميّ العامّ بين البشر، ومفاهيم هذا الانتظام، وأفكاره وفلسفاته ومعاييره وقيمه فحسب، بل أيضًا وخصوصًا على القوانين والدساتير والاقتصادات والسياسات والعلاقات بين الأمم شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا على السواء. قبل الكوفيد 19، كانت أخلاقيّات الكوكب الأرضيّ قد بلغتْ شأوًا لاأخلاقيًّا مثيرًا للهلع، معيارُهُ وضعُ الأيدي – بالهمجيّة العارية - على خيراتِ العالم وثرواته، من خلال اغتيال القيم والمعايير، إمعانًا في مذابح الإتّجار بمصائر البشر، وتأبيدًا للشقاء، وتعميمًا للفساد والنهب والاستبداد والجور والظلم، وإعلاءً لشأن التسلّح التصفويّ، وترويجًا للمخدّرات، وغسلًا للأموال وتبييضًا لها، وتبادلًا للمصالح الدنيئة وصفقات البزنس، على حساب كرامة الإنسان وحقّه الأوّليّ والبديهيّ في العيش الهنيّ. تحت هول الكوفيد 19، وبذريعته، باتت الكارتيلات...