اعتصام أمام بلدية بيروت رفضاً للمحارق: "صحة أولادنا أغلى من الصفقات"

اعتصم المئات امام بلدية بيروت في تحرك دعا اليه كل من ائتلاف ادارة النفايات والنائبة بولا يعقوبيان وعدد من الجمعيات والناشطين رفضاً لمشروع المحارق.

وتتجه بلدية بيروت خلال اجتماعها لإقرار دفتر شروط المحرقة، وقالت غادة عيد رئيسة حزب سبعة من أمام بلدية بيروت، إن النسبة الأعلى من السرطان موجودة في لبنان، وطالبت عيد رئيس البلدية بمناظرة علنية مع خبراء ومستشارين في البيئة، كما ردد المشاركون شعارات "بدنا  نحرق دفتر الشروط"، "صحة أولادنا اغلى من الصفقات"

وتشهد ساحة الشهداء زحمة سير خانقة، بسبب قطع القوى الأمنية الطريق امام بلدية بيروت.

وأشار متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة إلى أنّ اقامة محرقة في بيروت "موضوع يخصّ المال، وهؤلاء لا يفكّرون بمصلحتنا ولا بصحتنا ولا بخيرنا ولا بخير بيروت، بل يفكّرون بحجم جيبهم، أي بالملايين"، مضيفاً: "يبشروننا بالمحرقة ضاربين بصحتكم وصحة أبناء بيروت وأولادكم عرض الحائط".

وتمنى عودة سؤال رئيس بلدية بيروت: "من أين أتانا بهذه الفكرة وكم أمضى من الوقت في التفكير فيها ودراستها؟"، مشيراً إلى أنّه سيقول لي "لقد سألناك"، لكنني أجيبه: "كنت رافضاً للفكرة".

وقال: "إذا سألتم رئيس البلدية لماذا تقدم على هذه الخطوة، وتقول لي باريس وبرلين ولندن، هل أصبح بلدك كلندن وباريس؟ وتبتسم لي! ومازال أولادك يرمون الوسخ بالشوارع؟ أخبروا أنتم هذا الأنسان أن يوقف هذه الخطوة. هو يبقى على مأمنٍ، ولكن أنتم، أبناء بلدي وأبنائي، وبالأخصّ من لا يستطيعون حماية أنفسم، ليس بين أيديكم حيلة... أسكتوه واغلقوا جيبه".

وكان عيتاني، شرح لـ"النهار" طبيعة عمل تلك المحارق، مؤكداً أن فكرة المحارق عمرها أكثر من سنة ونصف السنة، وقد تمت دراسة المشروع من كافة جوانبه البيئية والاقتصادية والمنفعة العامة، وقد تبين أن في أوروبا يوجد أكثر من 500 محرقة، وفي فرنسا وحدها هناك 126 محرقة، بينما محرقة النفايات في موناكو متواجدة في مبنى وزارة البيئة نفسه. 

عيتاني اعتبر أن المصنع بحاجة إلى ثلاث سنوات ليصبح جاهزاً للعمل، وهو سيستقبل في اليوم الأول 800 طن من النفايات، وسيستمر لمدة 25 عاماً على أن يستقبل 850 طناً يومياً، وهي الكمية التي تنتجها مدينة بيروت يومياً.

وعن طريقة عمل المحرقة، أكد عيتاني أن الأمر "يبدأ من الفرز من المنزل. ولهذه الغاية سيعلن عن حملات إعلانية للتوعية على أهمية الفرز من المصدر، ومن ثم ستنقل إلى المصنع لتفرز ثانيةً"، مضيفاً أن "النفايات تشكل نوعين من العوادم منها رواسب يعاد استعمالها لبناء الطرقات، وتشكل 15% من حجم النفايات التي تدخل إلى المصنع". وعن الغبار الخارج من الفلاتر أكد عيتاني أنه سيتم تصديرها إلى خارج البلاد، والأمر قانوني على عكس ما يشاع.

وطمأن عيتاني سكان العاصمة إلى أن البلدية تهتم بصحة أبنائها، فالمحرقة أفضل من رمي النفايات في البحر، مشدداً على أن الشروط قاسية وتحت رقابة الاستشاريين.