عطل "فايسبوك" يفضح ما وراء الستار الرقمي!

بعد ليلة عاصفة حلّت على وسائل التواصل الاجتماعي الأشهر #فايسبوك و#إنستغرام و#واتساب، نتيجة للانقاطاعات الهائلة التي تعرضت لها، عادت اليوم هذه التطبيقات إلى العمل بشكلها الطبيعي، وتمكن المستخدمون من معاودة إرسال الرسائل الصوتية وتحميل المحتوى ومشاهدة القصص والفيديوات.

هذه الحادثة التي تعرض لها موقع التواصل الأضخم، ليست الأولى من نوعها، فقد واجه التطبيق في وقت سابق من هذا العام (آذار الماضي) مشكلة مماثلة دامت لأكثر من 24 ساعة، قالت الشركة حينها إنها كانت نتيجة "تغيير تكوين الخادم". الا أن "فايسبوك" لم تعلن بالأمس عن سبب العطل الذي طرأ، واكتفت برسالة لها على #تويتر تطمئن فيها المستخدمين بأن فريق العمل يعمل على حل المشكلة التقنية بأسرع وقت ممكن.

لماذا التطبيقات الثلاثة معاً؟

لم يعد الانقطاع الجماعي للتطبيقات الثلاثة مفاجئاً، اذ يمتلك "فايسبوك" تطبيقي "إنستغرام" و"واتساب"، وهو يشارك الأنظمة في جميع التطبيقات الثلاثة، لذلك من الطبيعي أن تؤثر مشكلة ما في "فايسبوك" على التطبيقات الأخرى.

ومن الطبيعي أيضاً، أن تواجه التطبيقات ومواقع الويب هذه الاضطرابات في بعض الأحيان نظراً لتعقيد الخدمات التي تقدمها، وللعدد الهائل من المستخدمين الذين لديهم الكثير من هذه الخدمات. يؤثر انقطاع فايسبوك على مجموعة من التطبيقات الشائعة، وتلك التطبيقات مجتمعة بها مليارات المستخدمين الذين يعتمدون عليها. هذه مشكلة كبيرة عندما تصبح هذه الخدمات ضرورية للأعمال التجارية والاتصالات، وكل ساعة تكون فيها غير متصلة بالإنترنت أو تتصرف بشكل غريب قد تعني مضايقات حقيقية أو ضياع أموال.

الذكاء الاصطناعي الخاص في "فايسبوك" يعرف عنك الكثير!

ولكن اللافت الأبرز في مشكلة الأمس، والتي لم يلحظها الجميع، كانت ظهور بعض من العبارات المريبة على الصور غير الظاهرة للمستخدمين، بمعنى آخر إذا كنت تتصفح صورك التي تم تحميلها، فبدلاً من مشاهدة لقطات العطلات أو صور الطعام والأصدقاء، سيظهر لك نص يقول أشياء مثل "الصورة قد تحتوي على: أشخاص يبتسمون، ناس يرقصون، زفاف، قط..."، وهو ما أعطى للبعض نظرة لما يدور خلف هذا الستار الرقمي، حيث تم استبدال العديد من الصور على الموقع بالعلامات التي تم تعيينها بواسطة أنظمة رؤية الماكينات (الذكاء الاصطناعي) الخاصة بالشركة. باختصار: هكذا تبدو حياتك على الكمبيوتر، وهكذا يحكمك الذكاء الاصطناعي في فايسبوك.

ليس هذا وحسب، فقد ظهرت علامات الصور نفسها على "إنستغرام"، بالإضافة إلى تفاصيل المشهد العام وأوصاف الكائنات، كما تشير أيضاً إلى من هو في صورة بناءً على ميزة التعرف إلى الوجه الخاصة بـ"فايسبوك".

الجدير ذكره هنا هو أنّ "فايسبوك" يستخدم التعلم الآلي "لقراءة" الصور بهذه الطريقة منذ نيسان العام 2016 على الأقل، والمشروع جزء كبير من جهود الشركة.

وعادة ما يتم استخدام هذه العلامات لوصف الصور ومقاطع الفيديو للمستخدمين ذوي الإعاقات البصرية، ولكن الأمر غير الواضح بعد هو ما إذا كان "فايسبوك" يستخدم هذه المعلومات أيضًا لاستهداف الإعلانات. هناك الكثير من البيانات حول حياة المستخدمين الموجودة من خلال صورك على "فايسبوك"، سواء اذا كنت تقتني حيواناً أليفاً، أو هواياتك المفضلة، أو أين تحب الذهاب في يوم الإجازة، أو السيارة التي تقودها.

وبغض النظر عن كيفية استخدام هذه المعلومات، على الرغم من أنها نظرة خاطفة رائعة وراء الكواليس في واحدة من أكبر عمليات جمع البيانات في العالم، إلا أنها توضح إلى أي مدى أصبح العالم المرئي قابلاً للقراءة.

في المحصلة، أحدثت التحسينات في التعلم العميق في السنوات الأخيرة ثورةً حقيقية في عالم رؤية الماكينات، وغالبًا ما يكون المحتوى المرئي على الإنترنت مقروءًا للآلات مثل النصوص. ولكن بمجرد أن يكون هناك شيء مقروء، بطبيعة الحال، يصبح من السهل تخزين وتحليل واستخراج البيانات منه.