ليونارد "القاتل الصامت"

بعد صدمة وفاة والده بعمر الـ16 عاماً، لم يجد #كاوهي_ليونارد، المتوج بلقب #الدوري_الأميركي للمحترفين، صعوبة في وضع كرة السلة في منظورها الصحيح.

وقاد ابن الـ17 عاماً فريقه #تورونتو_رابتورز إلى لقبه الأول في دوري "أن بي آي"، متخطياً غولدن ستايت واريورز حامل اللقب مرتين توالياً 4-2 ومانحاً فريقه الكندي شرف أول تتويج خارج الحدود الأميركية.

انعكست شخصية ليونارد الهادئة والمتحفظة على زملائه في أرض الملعب، فتحملوا الضغوط ولم يجرهم الحماس، رغم منافستهم على لقب نادر في تاريخهم. وقال زميله الموزع كايل لاوري: "انسحب سلوكه على باقي أعضاء الفريق. لا ينفعل عندما نفوز ولا ينهار عندما نخسر. نملك لاعبين ناريين ومشاكسين، لكن أقدامنا ستبقى على الأرض. بالطبع أضاف كاوهي الكثير لهذه الناحية".

وحصل ليونارد على ألقاب عدة في الدوري، بينها "القاتل الصامت"، فهو لا يصدر أي ضجيج خلافا لكثيرين من نجوم الدوري المتغطرسين.

وفي مؤتمرات صحافية يغيب عنها الشغف، يقول صاحب الوجه الجدي دوماً: "لا أمارس كرة السلة كي أصبح مشهوراً. ألعب كي استمتع وأحاول أن أكون الأفضل".

ويتابع: "في حياتي لا يوجد سوى كرة السلة. لكن سواء فزت، خسرت أو تعادلت، الحياة تستمر وسأكون دوماً مع عائلتي، كرة السلة ليست سوى مجرد لعبة".

واكتسب ليونارد هذا السلوك منذ مقتل والده مارك في حادث اطلاق نار في مغسل يملكه في كومبتون، في ضواحي لوس أنجلس. جريمة لم يغلق ملفها حتى الآن.

وقال ليونارد: "بمجرد حدوث ذلك فكرت في الامر كثيرا، لكن مع تقدمي في السن، توقفت عن التفكير بما حصل".

وتابع: "شعرت بأن الحياة وكرة السلة شيئان مختلفان، ويجب ان تستمتع حقا بوقتك ولحظاتك. هذه كرة السلة. اخرج واستمتع. ستكون أجمل سنين حياتي بممارسة كرة السلة".

وأردف اللاعبن المتوج مع سان انطونيو سبيرز بلقب 2014 عندما حصل على غرار هذا العام على جائزة أفضل لاعب في النهائي، قائلاً: "كونك شابا، لا يجب أن تعطي أهمية لأشياء لا تعني الكثير. الأهم أن تكون عائلتك بصحة جيدة، تلتقي الناس الذين تحب وبمقدورك المشي والركض. اخرج وقم بعملك على أكمل وجه لتحاول الفوز".

وركز ليونارد على كل كرة وكل متابعة وكل مباراة في الدور النهائي أمام ستيفن كوري وكلاي طومسون وزملائهما "لا يمكنني القول: أشعر بكثير من الضغط. عندما يرتفع الادرينالين لديك سيكون الامر مختلفا تماما عن مشاهدة اللعبة، لان تفكيرك يكون مختلفا".

واستفاد رابتورز كثيراً من خدمات اللاعب الدفاعي بعد قدومه في تموز الماضي من سان انطوينو.

ويقول لاوري: "تمكن من اظهار قدراته الكاملة هذا الموسم. الادوار الاقصائية عززت تواجده على الساحة الكبرى. أعتقد انه افضل لاعب في الاتجاهين في الدوري الأميركي للمحترفين. رأيت بعض الأشياء منه هذا الموسم تدفعك إلى القول: رائع".

يعيد المدرب نيك نورس قساوة ليونارد إلى الفترة الصعبة التي عاشها خلال شبابه: "ربما أمور لا تتعلق بكرة السلة، ربما الطريقة او البيئة التي نشأ فيها".

ويقدر خصومه موهبته، خصوصاً موزع غولدن ستايت ونجمه ستيفن كوري: "يصنع فقط الكرات الناجحة. أظهر مدى ديناميته الهجومية. يتطلب الانتباه طوال الوقت. حتى اذا دافعت عليه جيداً يجد المنافذ للمرور".

كانت سلته الساحقة "دانك" فوق يانيس المكنى بـ "الوحش اليوناني"، من أبرز لقطات نهائي المنطقة الشرقية الذي قلب تورونتو فيه تأخره من 0-2 إلى فوز رائع 4-2.

لاعب آخر في غولدن ستايت أشاد بمهارة ليونارد، فعقب اندريه ايغوودالا: "هو فائز بطعبه. وهذا لا يظهر في اي نوع من الاحصائيات".

أما دريموند غرين، فيقول: "ليس مذهلاً في الملعب مثل ليبرون جيمس أو كوبي براينت، لكنه يقوم فعلا بدوره، يلهم زملاءه ويفرض ارادته على المباراة".

يملك ليونارد بنية جسدية لافتة مع يديه الكبيرتين (30 سنتيمتراً). في سان أنطونيو اكتسب سمعة المدافع الصلب، فأحرز جائزة أفضل لاعب في الدوري عامي 2015 و2016.

وسع أدواره وتحول الى التسجيل ليبلغ معدله في الدوري المنتظم هذا الموسم 26,6 نقطة في المباراة و49,6 في التسديد.

بالنسبة إلى مدرب غولدن ستايت ستيف كير: "هو بشكل واضح من أبرز نجوم الدوري في آخر 5 أو 6 سنوات".

في 2014 أحرز مع سبيرز وزملائه تيم دنكان، الأرجنتيني مانو جينوبيلي والفرنسي توني باركر اللقب على حساب ميامي هيت ونجمه ليبرون جيمس، لكن تجربته مع سبيرز انتهت بشكل سيئ.

وأصيب بفخذه ولم يخض سوى 9 مباريات طوال الموسم الماضي، فيما اعتبر الجهاز الطبي في النادي أن بمقدوره اللعب. تعرض لانتقادات، وبعضها من زملائه، اعتبرت انه يفضل مصلحته الشخصية ورغبته بالدخول في صراع مع الإدارة للحصول على عقد جديد أفضل. فجأة أرسله سبيرز إلى تورونتو، ضمن صفقة تبادل مع ديمار ديروزن.

ووجد ابن ولاية كاليفورنيا نفسه بسرعة في الفريق الكندي، الذي تأسس عام 1995. قال أخيراً "هناك مجموعة ممتازة مع شبان جيدين والكثير من الموهبة".

"كان الصيف الماضي صعبا علي، وكثيرون شككوا بقدراتي"، لكن الفريق الكندي لم يندم على رهانه، رغم ان ليونارد، المتوج بجائزة أفضل لاعب في النهائي، سيكون قادراً على الرحيل مجدداً عندما ينتهي عقده في نهاية حزيران.