سكّان أبناء الشلي بالعنصر (جيجل)... تهميشٌ مستمرٌ وقطار التنمية متوقف منذ الاستقلال

نجيب نجيب
الشلي هي قرية جزائرية تابعة إقليميا لبلدية العنصر، 45 كلم شرق ولاية جيجل، حباها الله بمناظر خلابة، ولكنّ المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير البلدية منذ الاستقلال وإلى حدّ كتابة هذه السطور همّشوا المنطقة بل وجعلوا منها آخر اهتماماتهم، اللّهم إلا إذا كان الأمر متعلقاً بالاستحقاقات الانتخابية فيتسابق الجميع لنيل أصوات سكان المنطقة بمجموعة من الوعود سرعان ما يتم التملّص منها مباشرة عند تبوُّؤ المنصب.

أبناء الشلي ولأكثر من 47 سنة لم تستفيدوا من أي مشروع تنموي يدير دفة التنمية بها، عدا بعض المشاريع التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي تعدّ على أصابع اليد الواحدة وظلت مهمشة إلى يومنا هذا، ولعلّ القطرة التي أفاضت الكأس وفجرّت غضب السكان هو الغلاف المالي الضخم الذي تعززت به بلدية العنصر (حوالي 50 مليار سنتيم) من مجموع المبالغ المخصصة للتنمية والمناطق المتضررة من العشرية السوداء ضمن الصندوق الوطني لدعم الجماعات المحلية التي حملها وزير الداخلية لولاية جيجل؛ هذا المبلغ تمّ تقسيمه بين أعضاء المجلس البلدي بمنطق جهوي ودون مراعاة للمصلحة العامة ولا للتوازنات الجهوية، فتمّ تحييد منطقة أبناء الشلي من أي مشروع تنموي رغم حاجة سكان المنطقة الماسّة لهكذا مشاريع، ومنّا مَن يطرح السؤال عن المعايير التي يتخذها المسؤولون المحليون في دراسة وإنجاز المشاريع التنموية بإقليم البلدية، وهل تخضع مثل هكذا قرارات لدراسة تقنية أم تتحكم فيها حسابات سياسية ونعرات جهوية محضة؟

وعليه، يلتمس السكان من المسؤول الأول عن الولاية ومن وزير الداخلية التدخل لتصحيح الوضع القائم، خاصة إذا علمنا أن المجلس الشعبي البلدي ما هو إلا جماعة محلية منتخبة وظيفتها دراسة مختلف القضايا التي تهمّ سكان البلدية، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة دون إقصاء ولا تهميش ولا محاباة، وهو ما لم يتجسّد على أرض الواقع، وللأسف الشديد، في بلدية العنصر وسلوكها اتجاه منطقة أبناء الشلي.