سامر المتنمّر


كنّا ثلاثين تلميذًا، كبرنا ونشأنا وتربّينا معًا منذ الصفوف الصغيرة،

تجمعنا علاقة صداقة وتآخٍ، وقد ساندنا بعضنا في السرّاء والضرّاء. إلاّ أَنَّ هناك رفيقًا لنا ضلّ عن طريق الصداقة حين سلك طريق التنمّر.

إسمه سامر، وهو في الثالثة عشرة من عمره أو دونها أشهرًا.

قصير القامة، صحيح البنية، ذو بشرة سمراء تكاد تكون سوداء. لقد اجتاح شعره أكثر جبهته وانسدل هالةً حالكةً على عينين غائرتين بنيّتين. هو دائمًا مهمِلٌ شكلَه الخارجي: قميص محلول الأزرار فوق سروال فضفاض. وشكله الخارجي هذا، صورة عن أخلاقه السّيئة لأنّ سامراً تلميذ غير كلّ التلاميذ: فهو يسخر من أصدقائه ويضايقهم كلّما سنحت له الفرصة بذلك. له صديقان فقط. هو القائد وهما الأتباع. يتّفق معهما على إذلال الآخرين في الملعب. يعتبرهم أدوات يمكنه التحكّم بها والسيطرة عليها. وصديقتي "نور" هي ضحيّته الأولى. فهو يعلّق على طريقة مشيتها ويسخر من شكلها وثيابها، ويطاردها في الملعب ويناديها بالبلهاء. وقد وصلت به الأذيّة إلى أَن يختار صورة بشعة لها ويعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي، وراح ينتقدها ويسخر منها أمام الآخرين. لذلك صرنا نتجنّبه جميعنا خوفًا من تعليقاته وتهديداته. فكم من مرّة حذّرناه من تماديه في الأذيّة غير أَنَّ سامرًا كان يضرب عرض الحائط بنصائحنا. فكانت النتيجة نيله العقاب تلو الآخر من قِبَل إدارة المدرسة والمعلمات.

هذا هو سامر: نموذج عن المتنمّرين الذين يجدون في التنمّر لذّةً ما بعدها لذّة، متجاهلين أنّها آفة اجتماعية ترتدّ بالضرر على صاحبها أولًا. أتمنى لسامر أن يتعلّم من أخطائه ويشفى من مرضه.