عذرا يا جيش بلادي

زهراء بوحمدان

بمزيد من الأسى واللوعة ننعى إليكم وفاة الضمير الإنساني الذي قضى إثر حادث

مروّع منذ آلاف السنين، ودفن تحت عبارة "مصلحة غير مشروعة"، في أعقاب اصطدامه

بقلوب متحجرة وتحطمه إلى فتات لا مشاعر لها ولا أحاسيس.

في يومٍ لا نودّ ذكر تاريخه، في ذلك اليوم المشؤوم، فقدنا شباباً من جيشنا المغوار ضحّوا

بأنفسهم وهجروا أهاليهم إلى الأبد، من دون أن نلمس لدى البعض أي حسّ إنساني حيال هذه المأساة، أو حتى إعلان حداد عام في الوطن ليخبروا الأعداء أننا يد واحدة، ولكن ظهر العكس وبدأت التبريرات غير المنطقية والسجالات الفئوية.

جيشنا الأبيّ عذراً، ما بين كذبة وأخرى تكون أنت الضحية، وبعد فترة يُنسى الألم أو بالأحرى يجري تناسيه.

هل تُرعبنا مظاهر هؤلاء الأنجاس، أم أننا نخاف على عائلاتنا منهم فنتجنّبهم؟ ولكن

لمَ أنت لست بخائف؟ لمَ لا تقف في هذه القافلة وتحسب نفسك كمِثل الآخرين؟

الجواب لأنك الأقوى والأفضل، لأنك المقدام والصنديد وصاحب النخوة غير المحدودة.

فلك منا تحية محبة ملؤها الأسى والحزن بغصّة لامست القلب، فنحن نحتاج إلى مثل

شجاعتك وقوتك وقلبك المليء بمحبة الوطن.

ننحني لكل شهيد، ولكل جريح، ولكل عسكري في أي موقع كان... وله منا ألف شكر وامتنان .