الأجور كانت سجائر... معلومات صادمة عن كرة القدم النسائيّة!

جاد محيدلي

تُعتبر فعاليات كأس العالم لكرة القدم النسائية التي انطلقت في فرنسا، مساء الجمعة، أهم مسابقة كروية نسوية حتى الآن. ولكن في الواقع، الأمر لم يكن بهذه السهولة في السابق. كانت كرة القدم النسائية مزدهرة لفترة ما في إنكلترا حيث كانت تجتذب جماهير غفيرة تصل أحياناً إلى أكثر من 50 ألف شخص، إلا أن اللعبة قد حُظرت لاحقاً عندما أعلن اتحاد الكرة في ذلك الحين أن اللعبة "غير مناسبة للنساء"، وبقي الأمر كذلك نصف قرن تقريباً. كما أن الاجور كانت مختلفة جداً، فعلى سبيل المثال، كانت ليلي بار، وهي من أوائل النساء اللائي احترفن اللعبة، تحصل على أجر هو عبارة عن سجائر باعتبار أنها مدخنة. وفي عام 2002 كانت ليلي أول امرأة تُوضع صورتها ونبذة عنها في صالة المشاهير في المتحف الوطني لكرة القدم بمدينة مانشستر البريطانية.

يشار إلى أن جماهير غفيرة كانت تحضر مباريات كرة القدم النسائية خلال الحرب العالمية الأولى عندما استُدعيت النساء للعمل في المصانع بعد ذهاب الرجال للحرب. ففي عام 1917 شاهد نحو 10 آلاف متفرج مباراة نسائية أجريت فعاليتها في بريستون. وعندما لعب فريق دك كير ضد فريق سانت هيلين في يوم "البوكسينغ داي" عام 1920 حضر نحو 53 ألف متفرج في متنزه غوديسون في إيفرتون، كما وقف الآلاف خارج المتنزه لمتابعة المباراة.

وفي 5 كانون الأول عام 1921 حظر اتحاد كرة القدم اللعبة على النساء في الملاعب التابعة له، مما كان يعني أن نجمات مثل ليلي بار صرن غير قادرات على اللعب في ملاعب ذات منشآت قادرة على استقبال جماهير. وقال اتحاد الكرة حينئذ : "إن لعبة كرة القدم غير ملائمة للنساء، ولا يجب تشجيعها في أوساطهن". وفي عام 1971 تم رفع الحظر.

كما كان من الصعب مشاهدة مباريات كرة القدم النسائية على شاشة التلفزيون، وكان أول تقرير في التلفزيون عن النتائج النهائية لكأس اتحاد كرة القدم النسائية في السبعينيات. وفي عام 1989 بدأت القناة الرابعة تغطي بشكل منتظم المباريات النسائية، كما أعلن اتحاد كرة القدم خططه لتطوير اللعبة لدى النساء من مستويات الهواة حتى النخبة المحترفة عام 1997.

وفي عام 2011 كانت القفزة الكبرى بانطلاق الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية، حيث بلغ متوسط الحضور في مبارايات كرة القدم النسائية في هذا الموسم 937 متفرجاً. أما نهائي كأس الاتحاد في أيار عام 2018 فحقق رقماً قياسياً من حيث عدد الجمهور الذي بلغ أكثر من 45 ألف شخص. ومع انطلاق كأس العالم لكرة القدم النسائية في فرنسا في 7 حزيران أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أنه بيعت نحو 965 ألف تذكرة، ذهب منها 29 ألفاً للمشجعين البريطانيين.