معرض "الوطن العائم"... حياة الفلسطينين في صوَر

تقدم دار النمر للفن والثقافة معرض "الوطن العائم"، وهو معرض مشترك للمصورَين فؤاد الخوري وجيريمي بيكوك. يضم "الوطن العائم" مجموعة من صور الخوري وبيكوك التي تغطى جزءاً من حياة الفلسطينيين في بيروت في مطلع ثمانينات القرن الماضي وخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها إلى #تونس ومن ثم إلى فلسطين في إطار اتفاق غزة أريحا أولاً. المعرض الذي يشتمل على نحو 50 صورة وعمل تجهيزي، يسائل مفهوم العودة من خلال استعادة مرحلة مهمة من تاريخ القضية الفلسطينية. من جهة ثانية، يسعى خيار الصور التي تشكل المعرض إلى طرح أسئلة حول صورة #فلسطين النمطية وعن دور الفلسطينيين في صناعة هذه الصورة.

يمكن الصورة الفوتوغرافية أن تلتقط لحظة معينة بكامل أبعادها، لكن هذا الأمر يزداد استبعاداً عندما يُطلَب من الصورة أن تمثّل سرداً تاريخياً.

لا يدّعي المعرض رواية قصة شعب. الصور المعروضة هنا هي مجرد لحظات في حياة فلسطينيين ما بين 1982 و1995. مع ذلك، تنطوي هذه الفترة على أحداث فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني: نهاية مرحلة #بيروت ورحيل منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس قبل "العودة" إلى فلسطين بموجب اتفاقية "غزة ـ أريحا أولاً".

وتشكل هذه المحطات محاور المعرض: لبنان، البحر، فلسطين.

يمثّل أرشيف الخوري وبيكوك دراسة حالة خاصة جدّاً. وبقدر ما يلفت هذا الأرشيف الغني انتباهنا إلى لحظات استثنائية، فإنه يضعنا أمام أسئلة مهمة. ذاك أن الصور في جزئها اللبناني لم تكن بعيدة عن رموز روَّج لها الإعلام الغربي، فيما غابت الكوفية، والمقاتلون، والأعلام، عن الصور الملتقطة داخل فلسطين، لصالح قصص شخصية عن أفراد وأمكنة. وهنا لا بد من طرح الأسئلة: هل كان للفلسطينيين، وبالتحديد منظمة التحرير الفلسطينية، دور في صناعة الصور النمطية لقضية الفلسطينيين في المنفى؟ هل شارك الفلسطينيون في لعب دورهم أمام الكاميرات؟ وهل ساهمت هذه الصور "الأيقونية" في اختزال القضية إلى سرد واحد موحد؟

لا يحاول معرض "الوطن العائم" الإجابة عن هذه الأسئلة، كما لا يسعى إلى التقليل من شأن "أيقونات" القضية. فهي مثل أية صورة أخرى، تمثل وجهاً واحداً للحظة تنطوي على أوجه لا تُحصى.

في عمله التجهيزي "أجمل يوم"، يتجاوز فؤاد الخوري الحيّز الفلسطيني إلى السياق العربي والعالمي. فهو يجمع بين الصور والشعر والموسيقى والكلمات، ليعبر عن خيبات أمل متتالية، ولكن أيضاً ليعبّر عن أمل تجدّد لديه مع بداية الثورات العربية.

يفتح المعرض أبوابه في 12 حزيران المقبل ويستمر إلى 27 أيلول 2019.