وداع تاريخي في بكركي… البطريرك صفير الى مثواه الأخير

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مراسم صلاة دفن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، في الباحة الخارجية في بكركي، بحضور ممثل البابا فرنسيس رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، السفير البابوي جوزف سبيتري وعدد كبير من المطارنة والرؤساء العامين والرهبان والراهبات ومثلي الكنائس المختلفة، وبمشاركة عشرات الألوف من المعزين.

وحضر رتبة جناز الأحبار، الرئيس ميشال عون، والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري،  ووزير اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ممثلا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، السفير السعودي وليد البخاري ممثلا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الوزير محمد بن عبد العزيز الكواري ممثلا امير قطر تميم بن حمد، القائمة باعمال الأردن وفاء الأيتم ممثلة ملك الأردن عبدالله الثاني، السفير الفلسطيني اشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمد عباس وكريستينا رافتي ممثلة رئيس قبرص. كما حضرت شخصيات سياسية وكنسية وحزبية للمشاركة في يوم الوداع الكبير.

ومنح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، الوشاح الاكبر من وسام الاستحقاق اللبناني تقديرا لما قدمه للبنان. واعتبر الرئيس عون أنّ البطريرك صفير كان المدافعَ عن حقّ أبناء لبنان جميعاً بالحياة الحرّة، السيدة والمستقلّة، وفعل ايمان حيّ للكنيسة ومؤمنيها.



 كما منح البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها باسمه الكاردينال ليوناردو ساندري في رتبة جناز البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، البركة الرسولية "لكل عائلة صفير وأقاربه وكل الاشخاص الذي رافقوه لسنيه الأخيرة ولكل الذين يشتركون في مراسيم هذه الجنازة".

وتقدم بالتعازي لأبناء الكنيسة المارونية "التي رعاها لسنين عديدة بكل وداعة وبكل حب، رجل حر شجاع، الكاردينال صفير قام برسالته بظروف مضطربة مدافعا غيورا عن سيادة واستقلال بلده وسيبقى وجها لامعا في تاريخ لبنان".

الراعي في وداع صفير: عميد الكنيسة الذي لا يتكرر

وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في جنازة البطريرك صفير، أن صفير "إذ يغيب عنا بالجسد فإنه باق بتشفعه في السماء وسنظل نسمع صوته في اعماله المنشورة، والوزنات الخمس التي منحه إياها الرب قد ثمرها بإخلاص وهو يعيدها اليوم إلى سيده مضاعفة".

ولفت إلى أن الراحل كان "على تنسيق دائم مع البابا يوحنا بولس الثاني وجالس رؤساء الدول الكبرى وظل شغله الشاغل شأن كنيسته المارونية وقاد الاصلاح الليتورجي". ووصفه بأنه كان "قليل الكلام لكنه حازم الموقف وكجبل لا يهزه ريح كان يزداد صلابة على شبه شجرة الأرز".

كما وصفه ب"عميد الكنيسة المارونية"، مشيرا إلى أن الشهادات عنه "تجمع على أنه خسارة وطنية، وهو بطريرك الاستقلال الثاني والمصالحة والذي لا يتكرر".

وشدد على أن الكلّ يجمع على أنّه خسارة وطنيّة، ورأوا فيه بطريرك الإستقلال الثّاني، والبطريرك الذي من حديد وقدّ من صخر، وبطريرك المصالحة الوطنيّة، والبطريرك الذي لا يتكرّر، المناضل والمقاوم من دون سلاح وسيف وصاروخ، وصمّام الأمان لبقاء الوطن، وضمانة لاستمرار الشّعب.

وختم الراعي قائلاً: "إن أبانا البطريرك الكردينال مار نصرلله بطرس، إذ يغيب عنا بالجسد، فهو يبقى مرافقا لنا بتشفعه من قرب العرش الإلهي، ونحن نظل نسمع صوته في أعماله الكاملة المنشورة من عظات وبيانات ورسائل ومذكرات. إن "الوزنات الخمس" التي منحه إياها مجانا الله الغني بالرحمة: وزنات الكهنوت والأسقفية والبطريركية والكردينالية، قد ثمرها بإخلاص، وهو يعيدها اليوم إلى سيده مضاعفة، فيستحق أن يستقبله بحنان رحمته: "هلم أيها الخادم الأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل فرح سيدك" (متى 23:25). فله كل مجد وتسبيح وشكر الآن وإلى الأبد، آمين. المسيح قام حقا قام".