المدافن التي انشأها البطريرك صفير تنتظره: هنا يرقد "السادس والسبعون"

الوداع الاخير غدا. في #بكركي، تزدحم حشود من اللبنانيين لمرافقة #البطريرك_السادس_والسبعين للموارنة مار #نصرالله_بطرس_صفير الى مثواه الاخير، #مدافن_البطاركة التي انشأها خلال عهده. بكركي تبقى الحضن الذي يستريح فيه الراعي، بعد جهاد في الحياة بلغ 99 سنة. منذ 316 عاما، بدأت الحكاية على هذه التلة المشرفة على بحر جونيه. وفيها تعاقب عشرة بطاركة موارنة، وصولا الى البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي.

المقر

ما يجب معرفته عن "دير بكركي"، المقر البطريركي، هو انه يرجع الى عام 1703. "وقد بناه الشيخ خطّار الخازن. وكان عبارة عن كنيسة صغيرة، وفي قربها بيت للكاهن"، على ما يفيد موقع البطريركية المارونية.

مراحل عدة شهدها تاريخ هذا المقر الفريد. بعدما تسلّمه الرهبان الأنطونيون عام 1730، "انتقل عام 1750 الى المطران جرمانوس صقر والراهبة هنديّة عجيمي ليكون مقرّاً لأخوية قلب يسوع". عام 1779، "صدرت براءة رسوليّة ألغت رهبانيّة قلب يسوع، وقضت بأن يتحوّل دير بكركي لخير الطائفة المارونيّة، قبل ان يعتبره المجمع الماروني تابعا لكرسي قنوبين عام 1786. وابتداء من عام 1823، أصبح كرسيّاً بطريركيّاً لفصل الشتاء".

وقد شهد المقر، على مر العقود، ترميمات واضافات في البناء، حتى اصبح في شكله الحالي. "عام 1890، رمّمه البطريرك يوحنا الحاج، وأضاف إليه قسماً من الطبقة السفلية والطبقة العلوية بكاملها، وهو من تصميم الأخ ليونار اللعازاري. عام 1970، خضع المكان لـ"ترميم جديد" في عهد البطريرك بولس المعوشي".

ومع البطريرك انطونيوس خريش، "تم بناء البوّابة الخارجيّة عام 1982". ثم اضاف البطريرك نصر الله صفير الى المقر، عام 1995، "جناحاً ليحفظ فيه الأرشيف، ويكون متحفاً خاصاً بالكرسي البطريركي. كذلك، أنشأ مدافن للبطاركة، وزيّن الكنيسة بشبابيك مزخرفة".

تعاقب على الكرسي البطريركي في الديمان صيفاً، وبكركي شتاءً، عشرة بطاركة هم: يوسف حبيش من ساحل علما (1823 – 1845)، يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845 – 1854)، بولس مسعد من عشقوت (1854 – 1890)، يوحنا الحاج من دلبتا (1890 – 1898)، الياس الحويّك من حلتا ( 1899– 1931)، انطون عريضه من بشري (1932– 1955)، بولس المعوشي من جزين (1955– 1975)، انطونيوس خريش من عين ابل (1975– 1986)، ونصر الله صفير من ريفون (1986- 2011)، والبطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي (2011).

في "مدافن البطاركة" التي انشأها البطريرك صفير في عهده، يرقد غدا الخميس 16 ايار 2019. وفقا لمصدر قريب من بكركي، فإن "موقع مدفن البطاركة يقع قرب كنيسة الصرح، في فسحة واسعة تضم ايضا مدفناً للمطارنة الموارنة". ويشير الى ان "البطريرك صفير هو البطريرك الثاني الذي يدفن في مدفن البطاركة، بعد البطريرك انطونيوس خريش. وقبل نحو 10 ايام، دفن هناك ايضا المطران رولان ابو جودة (6 ايار 2019) لكونه نائبا بطريركيا".

"صنعنا نعشه نحتاً"

في الخامسة بعد ظهر الخميس 16 ايار 2019، يودع لبنان البطريرك صفير في مأتم مهيب في بكركي. وفي ختام رتبة الجنازة، يُحمَل نعشه الى مدافن البطاركة في بكركي. ويوضع هناك، في المكان المخصص للبطريرك.

نعش البطريرك أنجزه الفنان النّحات اللبناني رودي رحمة في "ليلة الوداع الأخير". وهو مصنوع من خشب زيتون وادي قاديشا ومن صخور بكركي، ملونة بالنحاس الأصفر، ذاك اللون الفاتيكاني المقدس، والصباغ باللون القرمزي". وقال رحمة في كلمة: "صنعنا نعشه نحتاً ليبقى كما في حياته راعياً للحرية، لبطريرك داس معصرة الاوجاع والتبريك والقهر والقمع والمداوات بالحب والالتزام والحرية. نعش من زيتون لثمار بطريرك ستزهر زيتاً في الكهنة والرهبان والعلمانيين. إليك يا سيدي أهدي هذه التحفة."

على رأس النعش، صورة وجه البطريرك منحوتة على الصخر، وفي وسطه مجسّم صغير للسيد المسيح. وللمحمل الذي يزن 220 كيلوغراماً رمزية لا تقف عند حدود دلالات شجرة الزيتون، بداية طريق الجلجلة، فكيف اذا كان الخشب قد أُخِذَ من وادي قنوبين المقدّس، والصخر من بكركي، مركز البطريركية.

تعليمات لوجستية

من اجل رتبة جناز البطريرك صفير الخميس 16 أيار 2019، اعلنت البطريركية المارونية التعليمات اللوجستية الآتية: "يُطلب من جميع المشاركين عدم استخدام سياراتهم الخاصة والإستعاضة عنها بباصات ستوضع في خدمتهم ذهابًا وإيابًا من نقاط التجمع التالية:

كازينو لبنان، مجمع فؤاد شها، مرفأ جونيه الجديد قرب Portemilio، جامعة الروح القدس الكسليك موقف المحكمة– السرايا- جونيه، دير بزمار للأرمن الكاثوليك، معهد الرسل والمدرسة المركزية – جونيه فقط للإكليروس (الكهنة والرهبان والراهبات)، البولسية– حريصا فقط للإكليروس (الكهنة والرهبان والراهبات).

و يُرجى على الشخصيات الرسمية السياسية والدينية والعسكرية تأكيد الحضور تسهيلاً لعمل البروتوكول. كذلك، يُطلب عدم رفع الشعارات والأعلام الحزبية داخل الصرح البطريركي، والاكتفاء برفع الأعلام اللبنانية والبطريركية".

http://www.bkerki.org/PatriarchNews.html?New=2656