تعرّف إلى أول مسلم أفطر في البيت الأبيض بدعوة من الرئيس!

حسام محمد

على الرغم من اعتبار الولايات المتحدة إحدى أقوى دول العالم في العصر الحالي، إلّا أنّها لم تكن كذلك في بداية نشأتها، إذ كانت قبل نحو 200 عام في مرحلة السعي إلى توطيد العلاقات مع دول العالم ككل.

وفي سبيل التقرب من الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط أولت الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر اهتماماً كبيراً بالعلاقات التي تجمعها بكل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا، ساعية للحصول على اتفاقيات تضمن إبحار السفن الأميركية بحرية تامة في المتوسط دون اعتراض سبيلها من قبل ما عُرف حينها بقراصنة الساحل البربري.

وبحسب تقرير نشره موقع "العربية" فإن الولايات المتحدة استطاعت أن توقّع أولى اتفاقياتها في هذا المحور مع تونس عام 1799، والتي عرفت باتفاقية الصداقة والتبادل التجاري بين الجانبين، لتفتتح أول قنصلية أميركية بتونس في 20 كانون الثاني عام 1800.

وبهدف مناقشة بعض المسائل العالقة بين البلدين قام الرئيس الأميركي، توماس جيفرسون عام 1805 باستقبال دبلوماسي تونسي، وذلك في فترة شهر رمضان، حيث عاش التونسي سليمان مليملي فترة رمضانية صعبة مختلفة عما كان قد تعود أن يكون.

وفي 9 كانون الأول 1805 نظّم الرئيس الثالث للولايات المتحدة مأدبة غداء على شرف ضيفه في حدود الساعة الثالثة والنصف، لكن مليملي رفض الحضور مفضلاً انتظار غروب الشمس للإفطار حسب شعائر الصيام أثناء شهر رمضان.

وحال سماع جيفرسون بالأمر، وهو الرئيس الأميركي الذي امتلك نسخة إنجليزية تذكارية من القرآن اقتناها عام 1765، أمر بتأخير موعد الغداء ساعة ونصف بانتظار غروب الشمس احتراماً لضيفه، ليكون بذلك سليمان مليملي أول مسلم يتناول الإفطار في البيت الأبيض رفقة الرئيس الأميركي.