استمر لـ 382 يوماً... إليكم قصة أطول صيام في التاريخ!

حسام محمد

قد يصعب عليك تصديق قصة أنّ أحداً ما قد صام لأكثر من عام بشكل متواصل، إلّا أنّ قصة حقيقية، أكّدت أنّ العزيمة والإصرار قد يحققان معجزة كهذه. وبحسب تقارير عالمية فإنّ رجلاً من #اسكوتلندا قد بدأ صياماً في عام 1965، استمر فيه لمدة 382 يوماً بشكل متواصل دون انقطاع، وذلك بهدف تقليص وزنه الذي وصل إلى حد خيالي مخيف.

وتمكن أنجوس باربري، الذي كان عمره آنذاك 27 عاما، من خفض وزنه من 206 كيلوغرامات إلى 81 كيلوغراما، تحت إشراف طبي رافق عملية الصيام كاملة.

ودخل باربري موسوعة غينيس للأرقام القاسية في عام 1971 بأطول صيام في التاريخ، بعدما استقر لمدة 5 أعوام على وزنه الجديد.

سر الصمود!

كشفت دراسة نشرتها "المجلة الطبية للدراسات العليا" عام 1973، عن تفاصيل قصة الرجل الذي كان يعاني من السمنة المفرطة، موضحة أنّ أطباء كلية الطب بجامعة دندي في اسكوتلندا، الذين أشرفوا على حالة باربري، كانوا يدعمونه بمكملات غذائية تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم والخميرة، التي تعتبر ضرورية للوظائف البيولوجية داخل الجسم، في حين لم يأكل باربري أي طعام صلب طوال فترة صيامه.


ولأن الرجل امتنع عن تناول الطعام الصلب لفترة طويلة، فقد كانت حركات الأمعاء نادرة، وبالتالي كانت عملية الإخراج تحدث فقط كل 37 إلى 48 يوما، ومع ذلك فقد نجحت المراقبة الطبية بالحفاظ على صحة مريضها، الأمر الذي اعتبره البعض نجاحاً أسطورياً.

تحليل علمي!

قدمت عالمة أوسترالية، تدعى كارل كروسيلنيك، تفسيراً علمياً لحالة باربري في مقال مطول نشر عام 2012، حيث قالت: "تنقسم جزيئات الدهون إلى مادتين كيميائيتين منفصلتين: الأولى الغليسيرين، التي يمكن تحويلها إلى غلوكوز، والثانية الأحماض الدهنية، التي يمكن تحويلها إلى مواد كيميائية أخرى تسمى الكيتونات"، مشيرة إلى أن جسم الإنسان، بما في ذلك العقل، سيتغذى على الغلوكوز والكيتونات حتى نفاد الدهون تماما، وهو ما حصل مع باربري الذي كان يعاني من كمية دهون غير طبيعية.

وكان أول ما تناوله باربري بعد صيام طويل، نسي خلاله مذاق الطعام تقريبا، بيضة مسلوقة مع شريحة من الخبز والزبدة، حيث قال حينها للصحافيين: "أشعر بأن بطني ممتلئ جدا".