معرض لجوني تشيتوود في غاليري أرتوال: الانهماك باللعبة

تستضيف غاليري أرتوال معرضاً للفنان جوني تشيتوود، الخميس المقبل، من السادسة حتى التاسعة مساء.

وطوّر تشيتوود لغة تصويرية ملهمة، تستثير المخيّلة، تسعى إلى إلغاء تلك الحدود الواضحة بين كل من السريالية والتصويرية والتعبير التجريدي، وذلك على نحو يجعلها تتكامل مع نظامه الكتابيّ الخاص الذي يحاكي فنّ الغرافيتي رغم انه قريب جداً من أسلوب الـ"action painter" التجريدي (الذي تُستخدم فيه أساليب رش الالوان وتنقيطها وبعثرتها عبر حركات عفوية).

تغوص أحدث أعمال تشيتوود في عملية استكشاف، تدور بين فلكَي النوستالجيا والتوتر. فيبتكر خلفية مرقّعة من النسيج المخاط ليجعلها قاعدة للوحته التعبيرية من الكانفا وذلك بمزجه مواد مختلفة، بعضها عثر عليها أو حصل عليها كهدية وبعضها مصنوع تحت الطلب. تتألف خلفيات أعماله الجديدة من أقمشة، تمّ العثور عليها تحمل طبعات تثير الحنين، منها مُكتَشَفات من شارع الموضة في لوس أنجلس، وصور قديمة من جد زوجته تعود إلى خمسينيات القرن الفائت وستينياته، مطبوعة على القماش بشكل ممدود ومشوَّه. بالاضافة إلى هذه اللوحات المرقّعة، يطبّق تشيتوود مادتَي الأكريليك والزيت باستخدام حركات لا شعورية، تعمل بشكل حدسي واستراتيجي على امتداد المجموعات. تبحث أعماله المدموغة بمعاني النوستالجيا، في ذاك التوتر بين العلامات والوسائط والألوان والبنية والزمن.


يُذكر أنّ تشيتوود وُلد عام 1986 في ثاوزند أوكس في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الاميركية. التحق بجامعة ولاية أريزونا في تيمبي، أريزونا، الولايات المتحدة الاميركية. يعيش حالياً في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا حيث يعمل أيضاً.

يبدو تشيتوود كأنه منهمِك بلعبة استراتيجية على كل مساحة لوحاته المخاطة، فيتّخذ سلسلة قرارات خطوة بخطوة، تأتي كأجوبة سريعة لكل حركة محتملة. تبدأ الآلية بآلة خياطة، بعدها تنتقل إلى الارض ثم إلى الجدران ومنها إلى الارض مجدّداً، فيما يتنقّل من كانفا إلى اخرى تاركاً وراءه مخلفاته العرضية ومواده المنسكِبة، مدوّنا تاريخه وكأنه يصيغ سيرته الذاتيه باستخدام الاقمشة والالوان الجريئة والخطوط الواضحة وقوة الخام التي تمتزج كلّها وسط مقاربة جاهزة وحادّة، إنما تتمكن بشكل ما من الحفاظ على رونقها وجاذبيتها البصرية.

عُرضَت أعمال تشيتوود في العديد من المعارض الفردية والجماعية على مستوى العالم، بما في ذلك في مؤسسة Rema Hort Mann، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، وفي العديد من المعارض والمتاحف العالمية، منها متحف تورانس للفن، لوس أنجلس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية (2016)، ومعارض TW Fine Art، في بريسبان، أستراليا (2018)، وMAKASIINI CONTEMPORARY، توركو، فنلندا (2018)؛ وBEERS London، في لندن، المملكة المتحدة (2018) وOver the Influence، هونغ كونغ (2018).

أرتوال غاليري

تتّخذ "أرتول غاليري" من وسط بيروت مقراً لها، وهي صالة عرض تأسّست على مفهوم خاص، هدفه التعاون مع معارض دولية من أجل استضافة أعمال فنانين عالميين ناشئين ومعروفين تمهيداً لإطلاقهم في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا، إضافة إلى تقديم معارض فردية. يتطلّع المعرض أيضاً إلى إطلاق حوار ثقافي حقيقي بين العالمين الشرقي والغربي.