توظيف سياسي والجهة المعنية صامتة!

علّقت مصادر ديبلوماسية على تسريب برقيتين من السفير اللبناني في واشنطن إلى وزارة الخارجية تتضمنان حصيلة لقاءَي كل من نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني ووزير الاقتصاد منصور بطيش مع مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلينفسلي في واشنطن، الاسبوع الماضي، إلى الصحافة، فقالت إن هذا التسريب لم يكن ليأخذ طابعاً مختلفاً عن أي تسريب مماثل لولا عاملان اثنان يتعلّقان بالأهداف الداخلية للجهة التي سرّبت، ومن ثم بالأثر السلبي على السمعة الديبلوماسية اللبنانية. وأشارت المصادر في هذا السياق إلى أن مضمون البرقيتين كما نشرتها الصحيفة التي سُرّبت إليها البرقيتان لا تحملان، واقعياً، جديداً، لا في مواقف الإدارة الأميركية المعروفة، ولا في مواقف أي من المسؤولَين اللبنانيين اللذين عكسا موقفَي الجهتين اللتين تنتميان إليهما بلا أي إضافات. ولذا فإن الموضوع صار في مكان آخر هو التوظيف السياسي الداخلي الذي أرادت من خلاله الجهة المسرِّبة أن توظّف ذلك في محاولة للنيل من خصم سياسي هو القوات اللبنانية من جهة، ولإظهار نفسها مدافعة عن حزب الله أمام الأميركيين من جهة أخرى. وقالت المصادر إن هذا التسريب لم يخدم هذا الهدف لأنه ضاع في سلبية صمت وزارة الخارجية وسفارة لبنان في واشنطن عنه كما لو أنهما توحيان أنهما وراءه، وهو أمر يترك تردّدات سلبية على سمعة الديبلوماسية اللبنانية لجهة الإيحاءات بأنها توظّف مسؤولياتها في الحفاظ على أصول العمل الديبلوماسي ومنها السرية في المحادثات مع الجهات الخارجية لكشف ما يلائم الجهات السياسية التي تتولاّها. وهو أمر إذا لم يعنِ الأميركيين الذين يقولون في السرّ والعلن مواقفهم المكشوفة من حزب الله، فإنه ينعكس سلباً على دول أخرى ولا يخدم الديبلوماسية اللبنانية وصدقيتها.