ترامب صعق بعد تعيين مولر وحاول تقويض تحقيقاته

رسم تقرير المحقق الخاص روبرت مولر في 448 صفحة صورة منّفرة وبشعة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي صعق عندما سمع بتعيين مولر، فحاول عبر 10 اجراءات تقويض التحقيق بشكل سافر، بما في ذلك مطالبة محامي البيت الابيض دون ماغان الطلب من وزارة العدل اقالة المحقق ذاته.

ونسب وزير العدل السابق جيف سيشنز الى ترامب بعد تعيين وزارة العدل لمولر " يا آلهي. هذا أمر رهيب. هذه نهاية رئاستي. سوف يدمرونني".

واضاف سيشنز ان ترامب قال له " انت يفترض بك ان تحميني...هذا أسوأ شيء يحدث لي". ورأى حقوقيون انه لو لم يقم مساعدو ترامب مثل المحامي ماغان، وغيره من المسؤولين في مجلس الامن القومي برفض تنفيذ أوامره لكان ترامب قد وجد نفسه وهو يواجه محاكمة من قبل مجلس النواب.

وصباح الخميس دافع وزير العدل وليم بار بقوة عن ترامب قبل تسليم التقرير المنقح، والذي حذفت منه مقاطع تتعلق بشهادات امام هيئة المحلفين وغيرها من المواد التي بقيت سرية بسبب علاقتها بسبل جمع المعلومات الاستخباراتية الى مقاطع تتعلق بتحقيقات قضائية لا تزال سارية، لقادة اللجان المختصة في الكونغرس، وبعدها بساعة نشره على الموقع الالكتروني لوزارة العدل.

وقال بار انه أعطى نسخة من التقرير لمحامي البيت الابيض قبل ايام لمراجعتها ولكنه أكد ان البيت الابيض لم يطلب حجب أي معلومات في التقرير. وخلال مناقشته لمسألة عرقلة القضاء، قال بار ان ترامب لم يسع عن سابق تصميم او بنية سيئة لعرقلة القضاء. واشار في هذا السياق الى ان تقويمه للقوانين المتعلقة بعرقلة العدالة يختلف عن تقويم المحقق مولر. واعرب عن "تفهمه" لما وصفه " احباط وغضب الرئيس وأيمانه الصادق بأن التحقيق كان يقوض رئاسته، وانه (التحقيق) كان مدعوما من منافسي الرئيس السياسيين، وتؤججه التسريبات غير القانونية".

واكد تقرير مولر ان روسيا سعت لمساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات الرئاسية وان حملة ترامب رحبت بهذه المساعدة، وان الحملة استفادت من المعلومات التي نشرتها مؤسسة ويكيليكس بعد الحصول عليها من الاستخبارات الروسية. ولكن تحقيقات مولر لم تكشف بشكل موثق " ان أي افراد في حملة ترامب قد تآمروا او نسقوا مع الحكومة الروسية في شأن نشاطاتها للتدخل في الانتخابات".

ولكن التقرير تضمن معلومات محرجة ومريبة لحملة ترامب في مجال الاتصالات مع روسيا بينها لقاء بين بول مانافورت مدير حملة ترامب وقسطنطين كيليمنك وهو وفق مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" له صلة بالاستخبارات الروسية في آب 2016 حيث سلمه مانافورت خطة في شأن سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وهو أمر يتطلب موافقة ترامب على الضم، في حال انتخابه.

كما يوثق التقرير لقاءات اخرى بين الرجلين حول الانتخابات، بما في ذلك سبل التعاون لانجاح حملة ترامب في بعض الولايات في وسط البلاد.

ومع ان تقرير مولر لم يتهم ترامب رسميا بعرقلة التحقيق القضائي بعد انتخابه لأسباب عدة بينها ان وزارة العدل لا توافق على الادعاء ضد الرئيس الاميركي خلال جوده في البيت الابيض، ولأن التحقيق لم يكشف بشكل قاطع أن ترامب قد تآمر عن قصد لعرقلة التحقيق وان تدخله في التحقيق كان علنياً. واشار مولر الى انه ارتأى عدم استدعاء ترامب للمثول امامه لأن ذلك سيستغرق وقتا طويلا ويؤخر التحقيق بكامله، ولذلك قبل بتوجيه أسئلة خطية للرئيس، وان الاجوبة التي تلقاها (كتبها محامو) الرئيس لم تكن مفيدة وان ترامب قال في 36 جواب انه لا يذكر التقاصيل التي سئل عنها.

ولكن التقرير كشف ادلة كثيرة محرجة تدين الرئيس اخلاقيا على الاقل اظهرت بشكل لا لبس فيه ان ترامب قد سعى لعرقلة التحقيق بطرق مختلفة، بينها الطلب من الشهود ان يكذبوا في شأن الاتصالات مع الروس. وفي هذا السياق طلب ترامب من نائبة مستشار الامن القومي السابقة كي تي ماكفارلن كتابة مذكرة داخلية تقول فيها ان ترامب لم يكن على علم باتصالات مستشار الامن القومي السابق مايكل فلين مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، وانها رفضت ذلك لانها لم تكن متأكدة من صدقية الرئيس.

ومن بين الاجراءات الاخرى التي تبين ان ترامب سعى لعرقلة او تقويض التحقيقات الاولية التي سبقت تعيين مولر، الطلب من مدير "الاف بي آي" جيمس كومي وقف التحقيق في اتصالات المستشار فلين مع الروس، وحين رفض ذلك أقاله من منصبه. وفي هذا السياق سعى ترامب الى اقالة وزير العدل السابق جيف سيشنز، كما كان يناقش شهادات المسؤولين في البيت الابيض امام المحقق، وهذا أمر مخالف للقانون.

وربما ابرز هذه الاجراءات لعرقلة التحقيق كانت طلب ترامب من محامي البيت الابيض دون ماغان التخلص من مولر. وهو أمر رفضه ماغان وهدد بالاستقالة اذا أصر ترامب على موقفه. ووفقا لشهادة ماغان، طلب ترامب منه ان يتصل بنائب وزير العدل رود روزنستاين وان يقول له "عليك التخلص من مولر". ولجميع هذه الاسباب قال مولر في تقريره انه لا يستطيع ان يبريء ترامب من تهمة عرقلة العدالة، مما يعني عمليا ان الامر متروك للكونغرس ولجانه المختصة.

وسارع الديموقراطيون الى انتقاد الوزير بار، وطالبوا مجددا بالحصول على النص الكامل غير المنقح للتقرير، وطالب بعضهم بار بالاستقالة. ويطالب الديموقراطيون في مجلس النواب بمثول مولر امام اللجنة القضائية في مجلس النواب، وهو أمر وافق عليه الوزير أمس.

من جهته، عاود ترامب هجومه على تقرير مولر، وقال في تغريدة به باحرف كبيرة: "هذا تحرش بالرئيس. هذا أكبر تزوير سياسي في التاريخ". وحتى الان لم يرشح أي تعليق عن مولر الذي اعلن مكتبه مساء الاربعاء انه لن يشارك في المؤتمر الصحافي لبار.