البروفسور الأيوبي يُجري أول زراعة رحم في فرنسا

ما أخرّته القوانين الفرنسية أخذ مجراه اليوم، فتمت أول زراعة رحم في فرنسا لسيدة عمرها 34 عاماً ولدت من دون رحم، ووهبتها والدتها التي تبلغ من العمر 57 سنة رحمها، لتتمكن من الإنجاب، كما حصل في تجارب أخرى ناجحة حول العالم، وفق ما جاء في بيان صادر اليوم عن مستشفى فوش سورسين الجامعي في باريس.

ومرة أخرى تحتلّ أخبار جرّاح لامع من أصل لبناني، الإعلام الفرنسي وصفحات الجرائد، وأبرزها صحيفة "لوموند". العملية الناجحة أجراها رئيس قسم الجراحات النسائية والتوليد في مستشفى فوش الفرنسي البرورفسور جمال الأيوبي وفريق عمله، و"الأم الواهبة وابنتها بخير، والحمل سيتم بعد نحو 10 أشهر بنقل الأجنّة المفرزة"، كما أوضح البروفيسور الأيوبي في البيان، قائلاً إن الحمل في حالات مشابهة في بلدان أخرى يحصل بين 6 إلى 12 شهراً.

العملية أُجريت في 31 آذار الماضي، إلا أن مستشفى فوش أعلن عنها اليوم الخميس. جرى الوهب من سيدة حية وهي والدة المريضة التي تعاني أعراض "روكيتانسكي"، وولدت من دون رحم، وهي حالة تصيب فتاة من 4500 عند الولادة.

وعملية زرع الرحم تجرى لمن ولدن من دون رحم، أو لمن تعرضن لإزالته لأسباب مرضية، والأدوية التي تعطى لعدم رفض العضو المزروع، ليست قوية كتلك التي تعطى في حالات زرع الأعضاء الأخرى، وهي بالتالي لا تؤذي الحمل فيما بعد.

وأوضح البروفيسور الأيوبي في بيان المستشفى أن "زراعة الرحم في فرنسا أتت بعد 10 سنوات من الأبحاث والتعاون، خصوصاً مع البروفيسور برانستروم الذي استفاد مع فريق عمله من الخبرة الفرنسية في جراحة الروبو التي من خلالها أجرى استئصال الرحم في آخر خمس عمليات، وهذا يسهّل العمل".

"استغرقت العملية نحو 14 ساعة للجراحتين، فالاستئصال يحتاج الى وقت أطول، ويجب أن يتم بدقة تامة ليتمكن الجراح من إعادة زرعه، وهنا دور الروبو الذي يقدم رؤية ثلاثية الأبعاد تسهّل قطع الشرايين الرفيعة. ويجري الزرع عن طريقة الجراحة الكلاسيكية".

أول ولادة بعد زراعة الرحم جرت في السويد في العام 2014، بعد نحو عام من زراعة الرحم. ونُشرت النتائج في المجلة العلمية العريقة "ذا لانست". وأجرى العملية فريق البروفسور ماتس برانستروم من جامعة غوتيبرغ من واهبة حية عمرها 61 عاماً.

وجرت في مستشفى في ساوباولو بالبرازيل ولادة من رحم مزروع لسيدة ولدت من دون رحم من واهبة متوفاة في كانون الأول من العام 2017.

زراعة الرحم ليست دائمة، بسبب أدوية المناعة التي تتناولها المريضة، وهي فقط للإنجاب، احتفظت بعض النساء بالرحم المزروع للإنجاب مرة أخرى في حالات قليلة، وهناك نحو 25 فريق عمل في العالم يعملون في هذا المجال. وحالياً، أجريت في العالم 15 ولادة بعد زراعة الرحم؛ 9 منها في السويد آخرها منذ أسبوعين، واثنتان في الولايات المتحدة، وواحدة في كل من البرازيل وصربيا والصين والهند.

وقبل فرنسا حاول 13 بلداً في العالم زرع الرحم، منها المكسيك ولبنان والمملكة العربية السعودية وألمانيا وتشيكيا وبلجيكا.

وحصل فريق البروفسور الأيوبي على موافقة وكالة البيوميدسين والوكالة الوطنية لأمن الدواء ومنتجات الصحة لتجربة سريرية لعشر زراعات رحم من واهبات من الأقارب أحياء.