"ماكرون ارحل"... محتجّو "السترات الصفر" تظاهروا للأسبوع الـ21 في فرنسا

تظاهر محتجو "#السترات_الصفر" للسبت الـ21 على التوالي في مختلف أنحاء #فرنسا من دون حوادث تذكر. لكن التحرك هذا الأسبوع كان الأكثر ضعفاً منذ بدء التحرك في 17 تشرين الثاني 2018، وفقا لوزارة الداخلية.

ولم يتظاهر في فرنسا كافة سوى 22300 شخص، بينهم 3500 في باريس، بينما بلغ عددهم الأسبوع الماضي 33700 شخص (4 آلاف في باريس)، و282 ألفا في 17 تشرين الثاني، وفقا لأرقام الوزارة. 

لكن منظمي التحرك يشككون دائماً في صحة هذه الأرقام.

ويأتي هذا التراجع الواضح لـ"السترات الصفر" في وقت تستعد الحكومة الأسبوع المقبل لإعلان تقرير عن "المناقشة الكبيرة" المخصصة لتهدئة غضبهم، قبل الإعلان المرتقب لتدابير في منتصف نيسان.

وهتف مئات المحتجين قبيل ظهر السبت: "ماكرون، إرحل إلى الأبد"، أثناء تظاهرة في روان (شمال غرب فرنسا)، حيث أطلقت دعوة لتجمع وطني يستهدف من جديد الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ينتقد محتجو "السترات الصفر" سياسته المالية والاجتماعية.

وفي باريس، حيث تجمع مئات الأشخاص، كُتب على لافتة "ماكرون إقالة". وتم تمديد قرار منع التظاهر في عدد من شوارع باريس، وخصوصا جادة الشانزليزيه.

وكان قرار منع التظاهر اتُخذ بعد أعمال العنف التي وقعت في 16 آذار، عندما عمد 1500 شخص الى تخريب محلات تجارية ومطاعم في جادة الشانزليزيه وشوارع أخرى، وفقا للحكومة.

وتقول كاترين (59 عاما): "ما سيجعلني أتوقف على التظاهر هو استقالة (وزير الداخلية كريستوف) كاستانير، بسبب أعمال العنف التي مارستها الشرطة".

وتأتي التظاهرات الجديدة بعد ثلاثة أيام من رفض المجلس الدستوري المادة الرئيسية في قانون "مكافحة المشاغبين"، والذي أرادته السلطات لكبح "التجاوزات" في تظاهرات "السترات الصفر".

وتمنح هذه المادة مسؤولي الإدارات المحلية إمكان منع تظاهر كل من يشكل "تهديداً ذا خطورة بخاصة للنظام العام".

إلا أن المجلس الدستوري وافق على مادتين أخريين من القانون، هما تفتيش الحقائب والسيارات قرب المسيرات وتجريم الإخفاء الطوعي للوجه. ولم تُطبق هذه التدابير السبت، بسبب عدم نشر المرسوم في الجريدة الرسمية.

وفيما كان عدد المتظاهرين من "السترات الصفر" 282 ألف شخص في أنحاء فرنسا في 17 تشرين الثاني في السبت الأول لتحركهم، لم يتظاهر إلا 33700 شخص الأسبوع الماضي، بينهم أربعة آلاف في باريس، وفقا لأرقام وزارة الداخلية التي يعترض عليها المحتجون، إذ أكدوا أن اعدادهم بلغت نحو 105 آلاف متظاهر السبت في 30 آذار.

ويعتزم محتجو "السترات الصفر" مواصلة الضغوط على السلطات، بينما يتوقع أن تعدّ الحكومة الأسبوع المقبل تقريراً عن "المناقشة الوطنية الكبيرة".

وعُقد نحو عشرة آلاف اجتماع محلي، وفُتح 16 ألف دفتر شكاوى في البلديات، وقدم المواطنون آلاف الاقتراحات. وستُعقد جلسة صباح الاثنين في باريس، لعرض خلاصة "المناقشة الكبيرة"، في حضور الحكومة ومسؤولين إداريين ومواطنين عاديين. وقد أُعدّ ملخص للشكاوى يقع في نحو 1500 صفحة.

وستحصل مناقشتان من دون تصويت في البرلمان الثلثاء والأربعاء، في حضور رئيس الوزراء إدوار فيليب.

وأكد قصر الإليزيه أن رئيس الدولة سيعلن تدابير أولى في منتصف نيسان، قبل عيد الفصح على الأرجح. ووفقا لأوساطه، يمكن أن يتخذ قرارات في شكل تدريجي يمتد حتى الصيف، متجاوزاً موعد الانتخابات الأوروبية في 26 أيار.

وينبغي على ماكرون مواجهة تشكيك الرأي العام. فوفقا لاستطلاع للرأي نشره معهد "ايلاب" الخميس، يعتبر 68% من الفرنسيين أنه لن يتم الأخذ بالآراء التي تم التعبير عنها، في حين يرى 79% منهم أن المناقشة الكبيرة لن تحلّ الأزمة السياسية الحالية.