جلجلة أوتوستراد جونية - بيروت… حرام لبنان!

"النهار"

ليس غريباً إن تساءل عشرات ألوف البؤساء من اللبنانيين وغير اللبنانيين أيضاً ممن حُبسوا ساعات وساعات اليوم السبت تحديداً على المسرب الغربي لأوتوستراد جونية - جل الديب – الدورة، عما إذا كان في هذه اللادولة من لا يزال يسمع أو يرى أو يتحرك أو يتحسس أسوأ مأساة سير يشهدها لبنان منذ ذاك الحدث - الإنجاز الذي أقام جسري جل الديب على حساب تفاقم مخيف لزحمة السير على الأوتوستراد الساحلي. اليوم كان مبدئياً يوم عطلة موعوداً لعشرات ألوف المواطنين الذين يسلكون الأوتوستراد، فإذا به يتحول إلى أسوأ مصيدة لهم، وأسوأ حتى من أيام الأسبوع العادية التي غالباً ما صارت دروب جلجلة يومية منذ إنجاز الجسرين، فيما تستمر الأعمال الموازية والرديفة لإنجاز الفاصل الإسمنتي بين المسربين وإزالة بلوكات الإسمنت المنتشرة على امتداد مساحات الفاصل. ولكن الجلجلة تفاقمت بفعل أشغال على جسر الدورة أيضاً، فامتدت أرتال السيارات من نهر الكلب إلى الدورة والكرنتينا. ومع ان أعمال الدورة انتهت بعد الظهر، فإن الزحمة عادت لتشتد بين نهر الكلب وجل الديب على وقع بيانات جديدة تبشر بأشغال أخرى غداً الأحد على المسرب الغربي، بما يعني تمادي الجلجلة. يتساءل الناس: أليس في هذه الدولة من يطيّب خواطر الغاضبين فقط؟ أم تُراهم في غيبوبة الوعود الكاذبة لا يأبهون؟ حرام لبنان.