آخر صيحات الطلاق... جنون أم انتقام؟

جاد محيدلي

على الرغم من أن الزواج يرتبط بشكل عام بمفهوم السعادة والطلاق، كذلك يرتبط بالحزن وتفكك الأسرة، الا أن هذا المفهوم الأخير لا ينطبق على الجميع، فالكثير مروا بتجارب مريرة وسيئة والطلاق كان لهم بمثابة التخلص من مرحلة حزينة وبداية مرحلة إيجابية في حياتهم. ولعل هذا هو السبب الذي أدى في الفترة الأخيرة الى انتشار فكرة حفلات الطلاق التي يحتفل بها الرجل أو المرأة بمناسبة التخلص من الشريك والعودة الى حياة العزوبية، لكن وعلى ما يبدو، فإن الأمر بدأ يتطور أكثر وأكثر، والطقوس بدأت تزداد. ولعل ماري لوليس، وهي سيدة تبلغ من العمر 47 عاماً خير دليل على ذلك، إذ قررت الاحتفال بالطلاق من خلال القيام بجلسة تصوير مختلفة من حيث الشكل والمضمون أثارت الجدل والبلبلة.

وفي التفاصيل، نشرت ماري لوليس في مواقع التواصل الاجتماعي صورها المليئة بالفرح التي ظهرت فيها إلى جانب صور الزفاف المحترقة، وكأس النبيذ الذي كتب عليه "Finally Divorced.. Boy Bye"، وانتشرت هذه الصور على نطاق واسع وأحدثت ضجة كبيرة في الإنترنت، خاصة وأنها قامت بحرق صورها مع طليقها، وحطمت بقدمها صورة من حفل زفافها، كما ظهرت في لقطة أخرى من جلسة التصوير، وهي تمسك بحذائها، والذي كتب على أسفله تاريخ زواجها في عام 2006 وعلى الفردة الثانية كتب تاريخ انفصالها في 2019، ما يعني أن لوليس بقيت مرتبطة بزوجها، كوينتون إيتون، لمدة 13 عاماً.

وبحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، قالت المرأة إنها "رغبت من جلسة تصويرها، إلى تحفيز النساء لمتابعة حياتهن وأن يكنّ سعداء من جديد". وأضافت أنها رغبت من الجلسة أن تحتفل ببدء فصل جديد من حياتها، وأن طلاقها أصبح رسمياً. وبالفعل أحدثت جلسة تصوير ماري تفاعلاً كبيراً بين الناشطين، إذ حظيت بأكثر من 59 ألف إعجاب، وأكثر من 10 آلاف إعادة تغريد في موقع تويتر. الا أن رواد مواقع التواصل انقسموا بين مؤيد ومعارض لها، فمنهم من اعتبر أن ما قامت به يعبر عن جرأتها على وضع حد لزواجها التعيس، ومنهم من رأى أنها أهانت زوجها وعائلتها ولم تحترم اللحظات الجميلة التي جمعتهما. كما اعتبرت الكثير من النساء أن الفكرة رائعة ويجب على كل مطلقة كانت تعيش حياة تعيسة أن تقوم بهذه الخطوة، ما يشير الى أننا قد نرى الكثير من جلسات التصوير هذه في المستقبل وتصبح هذه الفكرة "تراند" وموضة.

واستعانت السيدة المطلقة، بمساعدة زوجة شقيقها ناتاشا لوليس، وصمموا معاً سلسلة من الصور التي تتسم بالتحدي والسعادة. ففي إحدى الصور تظهر وهي تمسك بأوراق طلاقها، وتحمل لافتة كتبت عليها لزوجها "كنت أريد أن أتمنى لك الأفضل لكنك بالفعل كنت قد حصلت عليه في السابق".

وقالت ماري، إن صورتها المفضلة في جلسة التصوير، هي التي تظهر فيها تضحك وتمسك كأس النبيذ، مضيفة: "بصراحة لم ندرك أن هذا سيصبح منتشراً للغاية، وأعتقد أن الجميع شعروا بالصدمة والسخرية لأن شخصاً ما خرج فعلياً عن طبيعته وقام بشيء جريء". وتابعت بأنها تريد أن تجعل هذه الصور النساء قويات وتعطيهن القوة اللازمة للاستمرار. وأوضحت ماري، أن زوجها كان مدمن مخدرات، وأنه عندما لم يكن كذلك، كان رجلاً طيباً، كما أعلنت أنه الآن داخل السجن في انتظار محاكمته في 8 تهم. وأنهت مقابلتها قائلة "بعد كل شيء، أنا أقوى وأنا سعيدة بحياتي".