وفاة 8 شباب في الأسابيع الثمانية الأخيرة في لبنان بسبب الموت المفاجئ

فقدت الدكتورة منى عمثان ابنها هشام بتوقف القلب المفاجئ عندما كان يبلغ خمسة عشر عاماً. هشام كان واحداً من الشباب الذين خذلهم قلبهم باكراً من دون أن ينجح احد في إنقاذهم. في الأسابيع الثمانية الأخيرة شهد لبنان وفاة أكثر من 8 شباب نتيجة توقف القلب المفاجىء. 

صرخة اليوم تنطلق من الوجع والألم على مدار الايام، وحالات الوفيات بمرض توقف القلب المفاجئ تتوالى، مما دفع بجميعة CHAMPS Fund مع وزارة الصحة الى إطلاق الحملة الوطنية للتوعية من توقف القلب المفاجىء عند الشباب للسنة الثانية على التوالي.

تحت عنوان "تتبقى قلوبكم تنبض بالحياة"، أكد وزير الصحة جميل جبق أن أهمية حملة التوعية على "مرض توقف القلب المفاجئ" تكمن في كون هذا المرض آخذاً بالانتشار والتفاعل ما لم يواجه، علماً أن هذا المرض يشكل عارضاً طارئاً يصيب الشباب في سن الربيع، وخصوصاً من تراوح اعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة والثلاثين عاما".

ولفت إلى "صعوبة فقدان شخص في ريعان الشباب، وأثر ذلك على عائلته خصوصاً اذا خرج للرياضة ولم يعد الا محمولاً، فالصدمة كبيرة"!

وقف المنشطات إلا بترخيص خاص

ورأى جبق انه "في حين تعتبر أمراض القلب المسبب الأول لتوقف القلب المفاجئ لدى الشباب الرياضيين دون 36 سنة، فإن الاسباب الرئيسية وراء ذلك تكمن في مشاكل تكوينية في القلب أو في كهرباء القلب أو عوامل مؤثرة تنعكس سلباً على عمله، كالمنشطات".

وتوقف عند واقع دخول كل المنشطات الموجودة في العالم إلى لبنان، قائلاً: "نحن نراقب الموضوع، وقد اتخذنا قراراً بوقف كل المشروبات المنشطة إلا بترخيص خاص ومدروس بعد الاطلاع على تركيبة هذه المشروبات المنشطة. أعلم أن كثيرين سيغضبون لتأثير القرار على الشق التجاري من الموضوع، وسيقولون إن هذه المنشطات تباع في أوروبا وفي أمكنة كثيرة. إن هذا الكلام صحيح، لكنها تباع في دول العالم تحت رقابة طبية ولا تكون معروضة للبيع في السوبرماركت والدكاكين".

وأوضح جبق أنه "كطبيب قلب وشرايين تابع حالات خطيرة لكثير من الشبان المراهقين الذين كانوا يتناولون هذه المنشطات، لذا يجب عدم بيعها الا تحت رقابة طبية، وإلا فلا يجوز إدخالها إلى البلد".

التدخل السريع ينقذ الحياة

وتحدث عن مرض توقف القلب المفاجئ، فأشار إلى أنه "أصبح بالامكان الوقاية من مرض توقف القلب المفاجئ من خلال الكشف المبكر لدى الشباب، وخصوصا الرياضيين، إضافة إلى إجراء التدخل السريع من خلال الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستخدام آلة مزيل الرجفان القلبي (AED) في أقل من 5 دقائق. وقد أظهرت الدراسات أهمية الكشف المبكر على القلب والتدخل السريع في إنقاذ حياة الكثير من الحالات، في وقت بلغ عدد الوفيات بسبب امراض القلب والشرايين بالإجمال 19 مليوناً عام 2018، ويمكن ان يصل العدد الى 23 مليوناً عام 2030، أي بنسبة تفوق 42 % من عدد الوفيات عالمياً اذا ما لم تتم مواجهته. إلا أن لبنان سجل نسبة وفيات مرتفعة نتيجة أمراض القلب بشكل عام، بلغت 47%. فئة منهم من الشباب وهي نسبة آخذة في الارتفاع اذا لم تبذل الجهود المطلوبة".

وشدد جبق على "تعاون كل الجهات الرسمية في الدولة، وكذلك المنظمات الدولية، ومن الضروري تضافر كل الجهود الخاصة والجمعيات للحفاظ على حياة شبابنا، فهم عماد الوطن ومستقبله". وتوجه الى وزارة التربية والتعليم العالي بشخص وزيرها بطلب "أداء دور محوري في الحد من موت القلب المفاجئ عند الشباب من خلال ندوات التوعية الوقائية في المدارس والجامعات والمعاهد التربوية، وأن تكون الوزارة شريكاً اساسياً في تحفيز الشباب لاجراء الفحوص المطلوبة، وفي الزام كل هذه المؤسسات باقتناء آلة مزيل الرجفان القلبي وهي سهلة الاستعمال".تحفيز على إجراء الفحوص

كما طلب من وزارة الشباب والرياضة "ممارسة دور فعال وبناء في حماية الشباب، وخصوصاً الرياضيين منهم عبر تشريعات وقرارات ملزمة للنوادي، وعبر بث الوعي والثقافة الصحية القلبية السليمة لجهة طبيعة الرياضات".

وفق جبق إن صرخة "اليوم تنطلق من الوجع والالم على مدار الايام، وحالات الوفيات بمرض توقف القلب المفاجئ تتوالى، فلا بد ان توقظ فينا روح المسؤولية والتضحية في سبيل جعل صحة الانسان بأمان. ونحن في وزارة الصحة العامة جاهزون للرعاية والدعم في الحملة هذه وفي العلاج بما تسمح به الانظمة والتشريعات، وبما نملك من إمكانات لإنجاحها بالتعاون مع شركائنا. وسنعمل جاهدين لتفعيل التوعية الوقائية عبر ندوات ومنشورات وافلام قصيرة ارشادية تحفيزية للكشف المبكر وتسهيل الحصول عليه في المراكز الطبية المنتشرة في لبنان، إضافة الى العمل لتثبيت الزامية وجود آلة مزيل الرجفان القلبي (AED) في الثانويات والجامعات والاماكن العامة. كما توجه بالشكر لوسائل الإعلام التي تواكب عمل الوزارة بإيجابية وتفاعل انساني داعيا وسائل الاعلام على اختلافها ولا سيما وسائل التواصل الإجتماعي إلى تغطية مهنية وطنية هادفة وموضوعية بما يكفل مصلحة لبنان واللبنانيين".

أهمية وجود جهاز الـAED

من جهتها، أوضحت رئيسة جميعة champs fund وطبية العائلة الدكتورة منى عثمان أن "توقف القلب المفاجئ من الأسباب الأساسية للوفاة في العالم وفي لبنان، ولها تداعياتها السلبية على مختلف المستويات، سواء منها الاجتماعية أو الصحية أو النفسية أو الاقتصادية، وخصوصاً عندما يكون الشخص المصاب شاباً ورياضياً". وشددت على أن "بإمكاننا الحد من ذلك من خلال التوعية والوقاية والكشف المبكر لأمراض القلب عند الشباب والمعالجة الفعالة والسريعة لتوقف القلب المفاجئ بالقيام بالإنعاش القلبي الرئوي (cardiopulmonary Resuscitation- CPR) واستخدام آلة مزيل الرجفان القلبي (Automated External Defibrillator-AED) في الدقائق الخمس الأولى من توقف القلب". وختمت داعية إلى التكاتف "لحماية قلوب الشباب كي تبقى تنبض بالحياة".ولاحظت "أننا نخسر سنوياً عدداً من الشباب بسبب توقف القلب المفاجئ، حيث شهد لبنان في الأسابيع الثمانية الأخيرة في لبنان وفاة أكثر من ثمانية شبان بسبب توقف مفاجئ في القلب".