"داعش" انتهى "كدولة"... لكن خطره باقٍ كتنظيم

سلّم عشرات المقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أنفسهم أمس الى "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) بعد خروجهم من أنفاق كانوا يختبئون داخلها في بلدة الباغوز، في خطوة تأتي غداة اعلان الفصائل المعارضة القضاء التام على "الخلافة".

وحذرت الإدارة الذاتية الكردية من أن خطر التنظيم لا يزال مستمراً، مع وجود آلاف المقاتلين الأجانب وأفراد عائلاتهم في معتقلات ومخيمات "قسد"، إلى قدرته على تحريك "خلايا نائمة".

وأشادت دول عدة حول العالم بإعلان القضاء على "الخلافة" بعد تجريد التنظيم من مناطق سيطرته جغرافياً، وقت أعلن قادة "قسد" وشريكها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدء مرحلة جديدة من الحرب ضد التنظيم، للقضاء على هذه "الخلايا النائمة".

وفي قرية الباغوز النائية في شرق سوريا والتي شكلت مسرح المواجهة الأخيرة مع التنظيم، شاهد صحافي في "وكالة الصحافة الفرنسية" قرب مخيم التنظيم، عشرات الرجال يقفون في صف منتظم، قبل صعودهم إلى شاحنات عدة توقفت في المكان. وأطلق عدد منهم لحاهم وارتدى آخرون عباءات تقليدية من الصوف أو اعتمروا كوفيات وبعضهم غطوا وجوههم.

وصرح الناطق الكردي في "قسد" جياكر أمد: "إنهم مقاتلون دواعش خرجوا من الأنفاق وسلموا أنفسهم اليوم" من غير أن يحدد عددهم. ولم يستبعد "احتمال وجود مزيد من الدواعش مختبئين داخل أنفاق".

وأعلنت "قسد" السبت سيطرتها على آخر جيب للتنظيم داخل الباغوز، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا عبد الكريم عمر :"قضينا على دولة داعش وهذا انجاز كبير جداً، لكنه لا يعني أننا قضينا على داعش" كتنظيم. وتحدّث عن "تحديات كبيرة" أبرزها أن "لدينا الآلاف من المقاتلين بالإضافة إلى أطفال ونساء من 54 دولة، ما عدا السوريين والعراقيين، وهذا عبء كبير وخطر علينا وعلى كل المجتمع الدولي".

ومع القضاء على "خلافة" التنظيم، يخشى الأكراد أن تبادر واشنطن إلى سحب "قسد"، مما قد يجلعهم هدفاً لهجوم لوحت تركيا بشنه عليهم. وتعد أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وتخشى تواصلهم مع المتمردين الأكراد على أرضها.

وحذر عمر من أن "أي تهديد أو أي حرب جديدة ستكون فرصة" لمقاتلي التنظيم "للهروب من المعتقلات"، وقال: "يجب أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن نهاية 2018 قراره سحب كامل قواته المقدرة بألفي جندي من سوريا، لكن واشنطن عادت وقررت ابقاء نحو 400 جندي فترة من الزمن، لم تحدد.

وإلى الجهاديين المعتقلين وعائلاتهم، يحتفظ التنظيم بقدرته على تحريك "خلايا نائمة" في المناطق التي طُرد منها، وبانتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف. ويمثل ذلك تحدياً رئيسياً للأكراد وحلفائهم.

ولمواجهة هذا التهديد، تحدث القائد العام لـ"قسد" مظلوم كوباني خلال مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي السبت عن "بدء مرحلة جديدة" من المعركة ضد التنظيم للقضاء على "خلاياه النائمة". وأوضح أن ذلك سيتمّ "بتنسيق مع قوات التحالف".

وأكد قائد قوات التحالف الدولي الجنرال بول لاكاميرا في بيان أن "مكافحة داعش وعنفه المتطرف لن تنتهي قريباً".