جبهة الباغوز: استئناف الحملة العسكريّة على "داعش"... "عمليّة التحرير" مستمرّة

استؤنف القصف المدفعي والجوي اليوم على آخر مقاتلي تنظيم "#الدولة_الإسلامية" المحاصرين على ضفاف نهر الفرات في #سوريا، وفقًا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، والمنخرطة في محاربة التنظيم المتطرف.

وبعد يومين من الهدوء النسبي، قصفت القوات المؤلفة من فصائل عربية وكردية، وبدعم من طيران التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، مواقع التنظيم في قرية #الباغوز الواقعة في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق شرق سوريا.

وذكرت القوات في بيان أن طيران التحالف استأنف قصف مواقع الجهاديين عند ساعات الصباح الأولى اليوم، في حين تنفذ القوات عمليات قتالية برا.

وذكر المكتب الاعلامي للتحالف الدولي لوكالة "فرانس برس" أن "عملية تحرير كامل الباغوز جارية". وقال:  "المعركة لا تزال صعبة، ويبدو أن داعش ينوي مواصلة القتال لأطول فترة ممكنة".

وفي شريط فيديو بث على حسابات التنظيم الجهادي على شبكات التواصل الاجتماعية، استنكر التنظيم التصريحات المتعلقة بالنهاية الوشيكة لـ"الخلافة"، داعيا مؤيديه إلى شن هجمات ضد "الأعداء" في الغرب.

وتشنّ قوات سوريا الديموقراطية، منذ 9 شباط، هجوماً على جيب التنظيم في بلدة الباغوز، القريبة من قرية السوسة التي سيطرت عليها القوات من قبل.

وحققت قوات سوريا الديموقراطية تقدماً الثلثاء داخل آخر جيب للتنظيم، وسيطرت على مخيمه في الباغوز، محاصرة مقاتليه الرافضين للاستسلام في بقعة صغيرة قرب نهر الفرات.

وذكر متحدث باسم القوات كينو غابرئيل أن مئات الجهاديين، بينهم نساء، لا يزالون على أطراف المخيم، حيث أنكفؤوا الى مخابئ على اطراف النهر وفي أسفل تل يطل على الباغوز. وقال: "سننهي عملياتنا العسكرية في غضون يوم أو يومين، ما لم تكن هناك تطورات مفاجئة".

ويختبئ آخر الجهاديين في أقبية وأنفاق تحت الأرض في الباغوز، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال القيادي في القوات جياكر أمد إن العديد من مقاتلي التنظيم يريدون الاستسلام. لكن رفاقهم منعوهم، و"نحن نبذل قصارى جهدنا لاستكمال هذه العملية من دون قتال. لكن بعضهم يرفض الاستسلام".

وتعني الخسارة الكاملة لهذا المربع الذي يسيطر عليه الجهاديون، نهاية سيطرة التنظيم المتطرف في سوريا، بعد هزيمته في العراق عام 2017.

وأعلن التنظيم عام 2014 "الخلافة" على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، قبل أن ينكفئ في جيوب صغيرة. إلا أنه رغم انكفائهم، يواصل مقاتلوه القتال عبر خلايا نائمة وشن هجمات دامية.

ويعد الهجوم على آخر جيب للتنظيم المرحلة الأخيرة للعملية التي أطلقت في 10 أيلول 2018 لطرد التنظيم من آخر معقل له في سوريا. وتم إبطاء الهجوم بسبب وجود آلاف المدنيين، إلى حين خروجهم من هذا الجيب.

وشاهد فريق من وكالة "فرانس برس"، حتى مساء الأربعاء، شاحنات تنقل أشخاصاً، خصوصا نساء وأطفالا، من الباغوز.

وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف جهادي تم توقيفهم بعد استسلامهم، وفقا لهذه القوات.

وبين المدنيين، أفراد من عائلات الجهاديين الذين تم نقلهم الى مخيمات، خصوصا إلى مخيم الهول (شمال شرق سوريا). ويقيم فيه أكثر من 72 ألف شخص، بينهم 40 ألف طفل، في ظروف صعبة، وفقا للجنة الإنقاذ الدولية (IRC).

وأسفر الهجوم منذ أيلول عن مقتل 750 مقاتلا من قوات سوريا الديموقراطية ونحو ضعف هذا العدد من الجهاديين، على قول المرصد. ولا توجد حصيلة عن عدد الضحايا بين المدنيين.

في كانون الأوّل، أعلن ترامب على نحو مفاجئ سحب زهاء ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا. وبرّر وقتذاك قراره بالقول: "لقد انتصرنا على تنظيم الدولة الإسلاميّة، وحان وقت العودة".

غير أنّه أعلن الأربعاء أنّ نحو 400 جندي سيبقون في نهاية المطاف على الأرض "لبعض الوقت".

وتشكل جبهة الباغوز، التي تعد أرض القتال الأبرز على الساحة السورية، دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي دخل عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تسفر الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.