الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المثلية ليست مرضاً، والصحة الجنسية: امتياز بلا تمييز

المصدر: "النهار"
ر. م
المثلية ليست مرضاً، والصحة الجنسية: امتياز بلا تمييز
المثلية ليست مرضاً، والصحة الجنسية: امتياز بلا تمييز
A+ A-

"امتياز بلا تمييز" شعار أسبوع "صحّة مجتمع الميم 2019" للسنة الثالثة على التوالي، أطلقته "الجمعية الطبيّة اللبنانية للصحة الجنسية "، للتركيز على أهميّة توفير الرعاية الصحية بمختلف أشكالها، خصوصًا الرعاية الصحية العقلية والجنسية والرعاية التلطيفية، دون أي شكل من أشكال التمييز، لا سيّما ذاك القائم على الميول الجنسيّة و/أو الهوية الجندريّة، وتوحيد آراء المجتمع المحلي والباحثين والأطباء عن أهميّة توفير الرعاية الصحية العادلة.

تضمّن الأسبوع الصحّي نشاطات توعوية شملت، لقاءً عنوانه "تعزيز العدالة في توفير الرعاية التلطيفية في لبنان لدى الفئات المهمّشة" مع مركز "بلسم"، والتي تشمل المساجين ومستخدمي المواد المخدرة والعاملات والعمال الأجانب، واللّاجئين في لبنان. وعقدت ورشة عمل طلابية عن الرعاية الصحية لمجتمع الميم، استهدفت طلاب الجامعات في اختصاصات الطب والتمريض وعلم النفس والعمل الاجتماعي.

الميول الجنسية

وعقدت الجمعية مؤتمرًا في بيت الطبيب عنوانه "الميول الجنسية والهوية الجندرية خلال مراحل الحياة"، بمشاركة أطباء وخبراء، للتركيز على آثار الصحة النفسية والجنسية وانعكاسها على مختلف الفئات العمرية في لبنان، واستعراض التحديات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم منذ مرحلة الطفولة وحتى مراحل متقدمة من العمر، لتحسين مستوى الرعاية الصحية، وتوفير الرعاية الطبية لكلّ مريضٍ، دون أيّ تمييز.

ارتفاع معدلات الانتحار

وشدد الطبيب النفسي والمتخصص في الصحة الجنسية، رئيس الجمعية الدكتور شادي إبرهيم، على أنّ "المثلية ليست مرضًا والدراسات تؤكد ذلك، ما يعني ضرورة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة سواء لدى الأهل أو الاختصاصيّين النفسيّين، من خلال تعزيز الأبحاث وتسليط الضوء على الحقائق العلمية والدفع باتجاه تغيير القوانين المجحفة". وأسف لكون "بعض الدول لا يعترف أصلًا بوجود أفراد من مجتمع الميم، ولا تلتفت إلى توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم"، وكشف "ارتفاع معدّلات الانتحار بين صفوف المثليّين والمثليّات بسبب محاولات تغيير الميول الجنسية، بحيث إنّ معدلات عالية من الشباب الذين ينتحرون هم أفراد من مجتمع الميم، جرّاء ما يعانونه من وحدة وتهميش وأحكام اجتماعية قاسية".

المثلية ليست خياراً

وأكّد رئيس الجمعية الفرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية ورئيس قسم طب النفس في مستشفى "أوتيل ديو" الدكتور سامي ريشا، أنّ "المثلية ليست خيارًا، ولا يتّخذ الإنسان قرارًا بأن يكون مثليًّا، كما أنّها ليست مرضًا، وهذا ما تظهره الدراسات العلمية، بحيث إنّ الميول لا ترتبط على الإطلاق بأيّ اضطرابات نفسية. كما أن أفراد مجتمع الميم يتمتّعون بكامل القدرات التي تخوّلهم العيش بشكل طبيعي، وهنا أهميّة العوامل البيولوجية وتلك ما قبل الولادة، والتي تترك أثرها على الهوية الجنسية".

وأسف لـ"المقاربة الخاطئة التي يعتمدها بعض وسائل الإعلام في معالجة قضايا مجتمع الميم، مطالبًا بـ"إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني، والتي تتيح الإجحاف بحق أشخاص يسجنونويُعنّفون ويُشهّر بهم.

من الطفولة الى المراحل المتقدمة

وتحدث في الجلسة الأولى "من الطفولة وصولًا إلى مراحل عمريّة متقدّمة"، المتخصّص في علم النفس الدكتور مايكل خوري عن الصحة العقلية والنفسية وانعكاسها على الشباب، عارضًا نماذج من أفراد مجتمع الميم الذين يعانون مشاكل نفسية "جرّاء خوفهم من الاعتبارات الدينية ومن الأهل ووصمة العار".

تطرّق الطبيب النفسي والمؤسّس والرئيس السابق للجمعية الدكتور عمر فتّال إلى "محاولات تغيير الميول الجنسية"، وما تتركه من مضاعفاتٍ خطيرة على أفراد مجتمع الميم، مؤكّدًا أنّ "المثلية ليست مرضًا، وأنّ المطلوب التوعية والتثقيف واعتماد الحقائق العلمية في مقاربة المسألة، لكونها ليست فقط قضية قانونية، إنّما قضية صحية".

وناقشت المتخصّصة في الأمراض المعدية الدكتورة نسرين رزق موضوع الصحة الجنسية لدى فئة الشباب، فأكّدت "أنّنا بحاجة إلى أبحاث وأرقام دقيقة تدحض المفاهيم الخاطئة، فهناك جهل كبير حول هذه المسألة".

الرعاية الصحية

وتمحورت الجلسة الثانية، على الرعاية الصحية لأفراد مجتمع الميم في لبنان، وتحدّثت فيها رئيسة نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان ناديا بدران، عن مفاهيم الرعاية الاجتماعية الشاملة و"أهمية التحلّي بالمهنية والأخلاق لدى التعاطي مع أفراد مجتمع الميم، وتثقيف المجتمع المحلي وتوعيته عن فيروس نقص المناعة البشرية، الذي لا يميّز بين شخصٍ وآخر".

وعرض المتخصّص في الطب النفسي الدكتور فرنسوا أزعور قضية الإدمان لدى الشباب والمراهقين، و"الحاجة إلى إقرار استراتيجيات تحرص على رفع الوعي حول مخاطر الإدمان وطرق العلاج، وتأمين العلاج الملائم لجميع الأفراد، بمن فيهم مجتمع الميم".

وتحدثت المحامية ليال صقر عن "المسائل القانونية والتحديات التي تواجه أفراد مجتمع الميم، بدءًا من توقيفهم من قبل الجهات الأمنية، وصولًا إلى القضاء اللبناني الذي لا يزال يعتبر المثليّة جريمة، علمًا أننا شهدنا إعادة تفسير للمادة 534، باعتبار أن المثلية ليست مرضًا ولا لزوم للعقاب أو العلاج، وهناك إجماع علمي حول هذه المسألة". ودعت الأطباء إلى "متابعة التقدم الطبي المستمر ومواكبة الأبحاث، إذ لا يجوز الاستمرار بمحاولات تغيبر الميول الجنسية". كما نبّهت إلى "مخاطر استخدام قانون جرائم المعلوماتية، الذي يخالف أبسط الحريات ومواثيق حقوق الانسان، لحجب مواقع إلكترونية تعود لمجتمع الميم بحجّة الإخلال بالاداب العامة".

وركزت الجلسة الثالثة "من عمر النضج وحتى مراحل متقدّمة من الحياة"، على أفراد مجتمع الميم من كبار السن. وتحدّث رئيس العناية التلطيفية لمنطقة شرق لندن السيد كلود شدياق، عن "إشكاليات وحاجات أفراد مجتمع الميم الذين يعانون من امراض تهدد بقاءهم على قيد الحياة"، مركّزًا على "أهمية الرعاية التلطيفية لهؤلاء الأشخاص، وضرورة الحد من التمييز والتهميش ووصمات العار التي يتعرضون لها".

وعرض الدكتور شادي ابرهيم إشكاليّات الصحة العقلية والنفسية لدى كبار السن. وتحدّثت المتخصّصة في الطب الجنسي الدكتورة ساندرين عطاالله عن الصحة الجنسية في المراحل العمرية المتقدمة.

وعرضت الدكتورة في علم النفس سحر عبيد نتائج دراسة أُجريت عن مفهوم الخوف من أفراد مجتمع الميم، مشيرةً إلى أنّ "18% فقط من اللبنانيين يتقبّلون المثلية، في حين أن الغالبية العظمى ترفضها، لاعتبارات دينية واجتماعية تعود إلى كون لبنان مجتمعاً بطريركياً، ونرى هذا الرفض بوضوح في الأحكام القانونية والتغطية الإعلامية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم