هل أوشكت مصر استعادة مجدها السياحي؟

القاهرة- ياسرخليل

ولفت تقرير بموقع "ترافل ويكلي" البريطاني المتخصص في السياحة، إلى أن القطاع السياحي المصري أصبح الأسرع نموا بين دول شمال أفريقيا، بسب تحسن الأمن خلال العام الماضي.

ومع هذه المؤشرات والتوقعات الإيجابية، تذهب الأنظار صوب أكثر فترات القطاع السياحي المصري ازدهارا، أي عام 2010، حيث استقبلت مصر قرابة 14 مليون سائح.

"15 مليون سائح"

وعلى الرغم من أن الكثيرين أبدوا رضاهم عن التوقعات التي أعلنها المجلس العالمي، وحظيت باهتمام كبير في الإعلام المحلي المصري، إلا أن الخبير السياحي مجدي البنودي يبدو أكثر تفاؤلاً بما سوف يحققه القطاع السياحي خلال العام 2019.

ويقول لـ"النهار": "أتوقع أن يتجاوز عدد السياح الذين يزورون مصر حتى نهاية العام الحالي 15 مليون سائح، وفي العام 2020 سوف يكون عددهم 20 مليونا".

ويوضح الخبير السياحي: "بالدخول المرتقب للأسواق التشيكية والبولندية والأوكرانية، وإمكان اعادة روسيا تشغيل الطيران الشارتر، سوف يتجاوز عدد السياح القادمين حاجز الخمسة عشر مليون سائح...أما إذا لم تدخل هذه الأسواق بالكثافة المنتظرة، فالتوقع يبقى قائماُ، لأن الروس يتحايلون على الحظر المفروض على الطيران الشارتر ويزورون مصر بطرق غير مباشرة، عن طريق أنطاليا، واسطنبول، وغيرهما".

ويشير الخبير السياحي إلى أن "السوق الألمانية حلت في الترتيب الأول خلال العام الماضي، وتجاوزت مليون سائح ألماني، وهناك جهود تبذل كي يعود السياح الألمان إلى مستويات العام 2010، وربما يتجاوزونها ويصبحون منافسين للسياح الروس في هذه الفترة، ونطمح إلى أن يصل عددهم إلى 3 أو 4 مليون سائح ألماني، لو حققنا هذا الهدف سوف نتجاوز 15 مليون في نهاية العام 2019".



ويضيف الخبير أن "مصر خفضت الأسعار بعد سقوط الطائرة الروسية في العام 2015 وفي نهايات 2016 بدأت الأسعار تتحسن، وحين بدأت المؤشرات تشير إلى أن مواسم عامي 2017 و2018 سوف تكون جيدة ارتفعت الأسعار نسبيا مرة أخرى، والآن بدأت تقترب من معدلاتها السابقة".

صحيح أنها لم تصل إلى المستويات السابقة حسبما يؤكد البنودي "لكن لم يعد العاملون بالسياحة في مصر يحققون خسارة. في العام 2017 حدث تعادل بين الدخل والإنفاق، وفي 2018 بدأ يتحقق هامش ربح معقول، ومن المنتظر في العام الحالي تحقق نسبة جيدة من معدلات الأرباح التي كان يتم جنيها في السابق".

هناك مشكلة يراها الخبير السياحي "وهي الحاجة لإعادة تأهيل الفنادق والمرافق السياحية، ولهذا هناك ضرورة لجدولة الديون، ومنح قروض للشركات السياحية لأن هذه الإصلاحات والصيانة تفوق قدرات ملاك الفنادق والقرى السياحية، وهذه الخطوة سوف تساعدهم على البدء في إعادة تأهيل فنادقهم وسياراتهم دون انتظار تحقيق أرباح، حتى يقومون بذلك".

ولا يتخوف البنودي من قدوم 15 مليون سائح، فالطاقة الفندقية في مصر تستوعب هذا العدد، حسبما يقول، "ما أتخوف منه هو جودة الخدمة المقدمة، لهذا يجب أن نسارع بأعمال الصيانة والإصلاحات في أقرب وقت ممكن".

"انتعاش ملحوظ"

ويقول حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين في مصر لـ"النهار": "لقد بدأت الأسواق المصرية تنتعش بصورة واضحة. وبعدما كانت غالبية المرشدين السياحيين في مصر معطلين، يعمل حاليا قرابة 4500 مرشد للغات مختلفة، وهذا العدد مرشح للازدياد قريبا، كما أن بعض المرشدين الذين تركوا المهنة في الأعوام العجاف الماضية بدأوا في العودة إلى السياحة".

وتوقع النحلة بصورة مستقلة تماما أن يتجاوز عدد السياح القادمين إلى مصر "15 مليونا" بنهاية العام 2019، وقال "هناك الكثير من الأسواق التي بدأت تنفتح بقوة على مصر، ومنها أسوق جديدة مثل آسيا، وأميركا اللاتينية، ويأتي هذا نتيجة الجهود الحكومية المكثفة والأوضاع الأمنية المطمئنة، ومن المتوقع أن تدخل أسوق أخرى إلى مصر قريبا مثل السوق الإيطالية على سبيل المثال".

وطالب نقيب المرشدين السياحيين بأن يتم حل بعض المشاكل التي تواجه السياح "دعماً لما تحقق من تقدم في السياحة، ومن أهم هذه المشاكل هي الفترات التي ينتظرها السياح بعد وصولهم إلى المطار، فقد يضطرون للانتظار لنحو نصف ساعة كاملة حتى تأتي سيارة الشرطة لترافقهم، والسائح الذي يأتي من مسافة بعيدة لزيارة مصر، لا يجب أن ينتظر في المطار، ويجب أن يتحرك فورا إلى وجهته. يجب أن نحافظ على صورة بلدنا أمامهم حتى يعودون إلينا مجددا، ويتحدثون عن تجربتهم بشكل جيد لأصدقائهم".

واقترح "أن يتم استبدال بعض الطرق غير الممهدة -والتي تضطر الأوتوبيسات السياحية إلى السير فيها في بعض الأحيان، نظرا لأنها طرق مؤمنة- بأخرى مرصوفة جيدا، خاصة وأن هذه الطرق متاحة، وكذلك نحن لدينا أجهزة أمن تستطيع تأمين أي من الطرق بكفاءة عالية. راحة السائح مهمة للغاية، وهذا القطاع ينعش الاقتصاد المصري وكل دولار يدخل إلى الدولة يساهم في تشغيل قرابة 47 وظيفة مختلفة، علينا أن نعتني بالسياحة فهي واعدة للغاية".

وحسب تقرير المجلس العالمي للسياحة والسفر، فإن معدل نمو القطاع السياحي المصري بلغ نحو 16.5%، وقد ساهم بما يناهز 11.9% من إجمالي الناتج القومي، حيث أنفق السياح ما مقداره 218 مليار جنيه (الدولار يساوي نحو 17.25 جنيه) خلال العام 2018.

وبلغت نسبة العاملين في القطاعي السياحي المصري 9.5% من القوى العاملة هنا، أي ما يوازي 2.5 مليون وظيفة سياحية، ومن المتوقع حسب تقرير المجلس أن يرتفع هذا العدد إلى 3.2 مليون بحلول العام 2029.