التقرير الأسبوعي لبنك عوده: أكبر نمو أسبوعي لقاعدة الودائع منذ ثلاث سنوات

وسط تشديد على أهمية اضطلاع الحكومة الجديدة بإصلاحات جدية وحقيقية وتطبيق تعهداتها في مؤتمر "سيدر"، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تراجعات في الأسعار في سوق سندات الأوروبوند واتساعاً في الهوامش وسط بيوعات أجنبية صافية، بينما واصلت الودائع المصرفية المقيمة ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي في ظل تحسن عامل الثقة بعد الإنجاز الحكومي، وحافظت سوق القطع على مناخ من الهدوء رغم أن الطلب على الدولار فاق الطلب على الليرة، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، قام بعض المتعاملين المؤسساتيين الأجانب ببيع سنداتهم السيادية اللبنانية بانتظار انكشاف ملامح إصلاحات حكومية جدية للوفاء بتعهدات "سيدر". وهذا ما انسحب ارتفاعاً في متوسط المردود بمقدار 20 نقطة أساس إلى 9.96%. كما اتسع هامش مقايض المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 20 نقطة أساس إلى 785 نقطة أساس. وفي ما يخص سوق النقد، سجلت الودائع المصرفية المقيمة أكبر نمو أسبوعي لها منذ ثلاثة أعوام بقيمة 830 مليون دولار، بدعم أساسي من نمو الودائع بالليرة ما يعزز التوقعات بأن تسلك دولرة الودائع مسلكاً تراجعياً بعد التشكيل الحكومي بعد أن كانت قد بلغت 71% في كانون الثاني 2019. وعلى صعيد سوق القطع، تواصلت التحويلات لصالح الليرة وسط جاذبية الفوائد على المنتجات الادخارية بالعملة الوطنية، فيما استمر الطلب التجاري على الدولار بأحجام تفوق الطلب على الليرة.


الأسواق

في سوق النقد: ظلت سوق النقد تتمتع بسيولة مريحة بالليرة اللبنانية خلال هذا الأسبوع، ما أبقى معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً عند مستويات متدنية ليقفل على 4% يوم الجمعة. في موازاة ذلك، ظلت الودائع المصرفية المقيمة تستفيد من تحسن عامل الثقة لدى المودعين بعد إنجاز التشكيل الحكومي ووسط تطلعٍ لإطلاق عجلة الإصلاحات المالية والاقتصادية، حيث واصلت منحاها التصاعدي للأسبوع الثالث على التوالي، مسجلةً خلال الأسبوع المنتهي في 28 شباط 2019 اتساعاً لافتاً مقداره 1251 مليار ليرة، وفق آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان، وهو أكبر نمو أسبوعي لها منذ 22 كانون الأول 2016. ويأتي هذا النمو الأسبوعي اللافت في الودائع المصرفية المقيمة مدفوعاً بشكل رئيسي بارتفاع الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 1098 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 459 مليار ليرة ونمو في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 639 مليار ليرة. في موازاة ذلك، ارتفعت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 153 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 102 مليون دولار) خلال الأسبوع المذكور. في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً لافتاً مقداره 1647 مليار ليرة وسط نمو في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 291 مليار ليرة وزيادة في حجم النقد المتداول بقيمة 105 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 14 آذار 2019، أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 5.85%) وفئة السنتين (بمردود 7.0%) وفئة العشر سنوات (بمردود 10.0%). في موازاة ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 7 آذار 2019 اكتتابات مجموعها 261 مليار ليرة، توزعت بين 3 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 5.30%)، و106 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 6.50%)، و152 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 8.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 172 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 89 مليار ليرة.

في سوق القطع: فيما واصل بعض المودعين هذا الأسبوع تحويل وفوراتهم بالعملات الأجنبية لصالح الليرة للاستفادة من الفوائد المغرية التي تقدمها المصارف على المنتجات الادخارية بالليرة، استمر الطلب على الدولار في سوق القطع ولكن على نحو تراجعي وغالباً لغايات تجارية، علماً أنه فاق من حيث الحجم الطلب على الليرة خلال الأسبوع.

في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت نشاطاً خجولاً هذا الأسبوع، إذ اقتصرت قيمة التداول الاسمية على 0.9 مليون دولار مقابل 7.4 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط أسبوعي بقيمة 7.8 مليون دولار منذ بداية العام 2019. في هذا السياق، انخفض متوسط قيمة التداول الأسبوعي من 1.5 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 181 الف دولار هذا الأسبوع، ما انعكس هبوطاً في مؤشر التداول نسبته 87.8% ليقفل على 7.71. وعلى صعيد الأسعار، سلك مؤشر الأسعار مسلكاً تنازلياً هذا الأسبوع، حيث أقفل على تراجع نسبته 1.5% إلى 82.07. فمن أصل 9 أسهم تم تداولها هذا الأسبوع، انخفضت أسعار 5 أسهم، بينما ارتفع سعر سهم واحد وظلت أسعار ثلاثة أسهم مستقرة. في التفاصيل، انخفضت أسعار أسهم سوليدير "أ" و"ب" بنسبة 2.3% و5.5% على التوالي لتقفل على 6.07 دولار و6.02 دولار على التوالي. وفي ما يخض الأسهم المصرفية، أقفلت أسهم "بنك عوده العادية" على انخفاض نسبته 7.4% إلى 5.0 دولار. وتراجعت قليلاً أسعار "بنك عوده التفضيلية فئة I" بنسبة 0.1% إلى 89.80. في المقابل، ارتفعت أسعار أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009" بنسبة 9.9% إلى 76.90. وعلى صعيد الأسهم الصناعية، تراجع سعر سهم "هولسيم لبنان" بنسبة 1.3% إلى 15.30 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: شهدت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية هذا الأسبوع بيوعات أجنبية صافية على طول منحنى المردود، حيث ظهر لدى بعض المتعاملين المؤسساتيين الأجانب توجه لبيع أوراقهم السيادية اللبنانية بانتظار أن تبدأ الحكومة الجديدة بالقيام بإصلاحات جادة وملموسة من شأنها أن تسهم في خفض العجز المالي وتعزيز عامل الثقة لدى المستثمر عموماً. في هذا السياق، سجلت سندات الأوروبوند بمختلف استحقاقاتها تراجعات في الأسعار وصلت إلى 1.0 دولار. عليه، ارتفع متوسط المردود المثقل بمقدار 20 نقطة أساس، من 9.76% في نهاية الأسبوع السابق إلى 9.96% في نهاية هذا الأسبوع. كذلك، اتسع متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 23 نقطة أساس ليبلغ 786 نقطة أساس. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من 765 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق إلى 785 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع.