الاشتباكات مستمرّة في الباغوز: قوّات سوريا الديموقراطيّة "قتلت عشرات من داعش"

أعلن المتحدث باسم #قوات_سوريا_الديموقراطية #مصطفى_بالي على "تويتر" أن القوات قتلت عشرات خلال اشتباكات مستمرة مع مقاتلي تنظيم "#الدولة_الإسلامية" في #الباغوز شرق #سوريا، وعثرت على مستودع أسلحة تابع للمتشددين.

وافاد أن مقاتلي التنظيم "حاولوا شنّ هجمات انتحارية"، مشيرا الى أن "أحد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية قتل، وأصيب أربعة في الاشتباكات".

وقد تراجعت وتيرة المعارك اليوم بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم "الدولة الإسلامية" داخل بلدة الباغوز، عقب ليلة تخللتها اشتباكات وعمليات قصف عنيف استهدفت المقاتلين المحاصرين.

وأعلنت هذه الفصائل الكردية والعربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مساء الأحد استئناف هجومها على التنظيم، إثر انتهاء مهلة "استسلامهم"، بعدما كانت علّقت هجوماً أطلقته مطلع الشهر الحالي، ما أتاح خروج آلاف الرجال والنساء والأطفال.

وأوضح قائد ميداني في قوات سوريا الديموقراطية هو أراس أوركيش في تصريح اليوم لفريق "فرانس برس" في الباغوز أن "العملية تباطأت مجدداً"، نتيجة "خروج بعض المقاتلين والمدنيين واستسلامهم". 

وقال إن عددهم بالمئات، وقد توجهوا إلى تلة، حيث الممر المخصص لخروج المحاصرين. وأشار الى أنه يتم اخضاعهم لعمليات تفتيش، ولم يتم اجلاؤهم بعد.

ولم يسجل الجمعة خروج أي من المحاصرين، بينما تمكن نحو مئة شخص من المغادرة السبت.

في الأسابيع الأخيرة، علّقت هذه القوات مراراً هجومها ضد جيب التنظيم، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم.

وأفاد أوركيش عن "اشتباكات عنيفة" بين الطرفين استمرت طوال الليل، مشيراً إلى استخدام الجهاديين "انتحاريين" و"سيارات مفخخة" في المعارك.

وقال: "فجّرنا السيارات المفخخة التي كانت آتية نحونا". واشار الى أن قواته استخدمت القناصين "لاستهداف أولئك الذين يحملون أسلحة".

داخل الباغوز، سمع فريق في وكالة "فرانس برس" صباح اليوم، في شكل متقطع، هدير طائرات وأصوات رشقات نارية بعيدة، قبل أن يسود الهدوء خلال ساعات النهار.

وعلى سطح غرفة مهجورة، جلس مقاتلون في قوات سوريا الديموقراطية على كراس بلاستيكية يراقبون مخيم الجهاديين الذي بدا على بعد مئات الأمتار وراء أشجار نخيل.

ورجح أوركيش أن تُستأنف العمليات العسكرية خلال الليل، "ما لم يستسلموا"، في إشارة إلى مقاتلي التنظيم المتبقين داخل الجيب المحاصر.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في بيان بعد ظهر اليوم أن الاشتباكات خلال الساعات الـ24 الماضية أدت إلى مقتل 37 مقاتلاً من التنظيم على الأقل، والاستيلاء على أسلحة وتدمير آليات عسكرية وموقع للتنظيم.

وشنّت طائرات التحالف الدولي عشر ضربات جوية استهدفت تجمّعات للجهاديين وتحصيناتهم. وأصيب خمسة مقاتلين في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، وفقا للبيان.

وأظهرت مشاهد بثّتها قناة "روناهي" الكردية ليل الأحد انفجارات ضخمة داخل الباغوز أضاءت سماء البلدة، وتطايرت شظاياها في الظلام الحالك. وكان يمكن سماع دوي عمليات القصف وهدير الطائرات.

وتوقّع بالي "وجود نحو ألف إلى 1500 إرهابي داخل الباغوز"، مشيراً إلى أن "الأرقام متضاربة والصورة غير واضحة".

وتؤكد قوات سوريا الديموقراطية أن هجومها سيستمر "حتى تحرير الباغوز، وإنهاء الوجود العسكري المسلح للإرهابيين في تلك المنطقة"، من دون أن تجزم المدة التي قد يستغرقها ذلك.

ويقتصر وجود التنظيم في الباغوز حالياً على مخيم عشوائي يقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات ومحاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية.

ومُني التنظيم الذي أعلن عام 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبيرة خلال العامين الأخيرين، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الوحشية.

ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية منذ أيلول عملياتها العسكرية ضد منطقة سيطرة الجهاديين في شرق سوريا.

وعلى وقع تقدمها العسكري، خرج نحو 59 ألف شخص منذ كانون الأول من مناطق التنظيم، بينهم أكثر من ستة آلاف مقاتل تم توقيفهم، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخضع الرجال والنساء والأطفال، وغالبيتهم من عائلات مقاتلي التنظيم، لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم بعد خروجهم.

وتمّ نقل الرجال المشتبه في أنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال، بينما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات في شمال شرق البلاد، أبرزها مخيم الهول الذي يشهد أوضاعاً إنسانية بائسة.

وتوفي 106 أشخاص، ثلثاهم أطفال دون خمس سنوات، خلال رحلتهم من جيب التنظيم إلى مخيم الهول، أو بعد وصولهم بفترة قصيرة، وفقا للجنة الإنقاذ الدولية التي أكدت أن الوضع في المخيم على حافة "الانهيار".

وبين الخارجين من الباغوز، عدد كبير من الأجانب تتردد الدول التي يحملون جنسياتها في إعادتهم.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية الأحد إعادة ثمانية مواطنين من مناطق النزاع بسوريا إلى المغرب، على أن يخضعوا لتحقيقات قضائية لـ"تورطهم المحتمل في قضايا مرتبطة بالإرهاب".

وأكدت قوات سوريا الديموقراطية لاحقاً أنها سلمت عددا من المواطنين المغاربة الى حكومتهم، في خطوة رحبت بها واشنطن.