"استفزاز" فايسبوكي انتهى بثلاث رصاصات في جسده... نصر أول الثأر و"السبحة كرّت"

 عبارات كتبها نصر الأحدب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، كانت كفيلة بإثارة حفيظة إيهاب حبيب وخالد ح. اللذين استدرجاه بواسطة شاب يدعى مؤمن ح، وأطلقا النار عليه، ما أدى إلى إصابته بثلاث رصاصات في رجليه. بعدها كتب ايهاب في صفحته على "فايسبوك": "ها أول... قوصتو وكل مين إلو إيد بمقتل أبو فيصل لمعة وقواص أخي محمد جاييه الدور والمسبحة كرّت"، ليتم بعدها تناقل صورة نصر وهو ممدد على الأرض مضرجاً بدمائه.

إشكال قديم متجدّد

الإشكال يعود كما شرحت نيفين ديب زوجة نصر إلى خمس سنوات مضت، أما سببه "فإشعال شقيقي الحطب على الطريق كي يتدفأ، فتمّ التهجّم عليه وضربه من عائلة ح، تطور مع تدخّل والدي وأشقائي، ثم تبادل إطلاق النار بين الطرفين، قتل عمر ح الملقب بأبي فيصل لمعة وأصيب محمد شقيق إيهاب في بطنه". وأضافت: "زوجي يبلغ من العمر 31 سنة والد لثلاثة أبناء وننتظر مولودنا الرابع، ينحدر من منطقة السويقة، سكان ساحة النجمة، ويعمل في الدهان. جرى الادّعاء على والدي وأشقائي الأربعة، أمضى مع شقيقي خمس سنوات في السجن، وقبل أسبوع خرجوا إلى الحرية، في حين لا يزال شقيقان لي خلف القضبان، أحدهما في رومية والآخر في سجن القبة، على الرغم من أنه لم يثبت عليهما شيء. وبعد خروج والدي كتب زوجي له الحمد لله على السلامة عمي، وهذا أبسط حقوقه، أن يعبّر عن فرحته، لكن للأسف لم يرُق الأمر لإيهاب وشقيقه محمد وخالد،  فنصبوا له كميناً، مستعينين بمؤمن الذي لا يعرفه زوجي لا من قريب ولا من بعيد، اتصل به وطلب اللقاء به في باب الرمل، وعند الساعة العاشرة من ليل أمس حضر، وإذ بإيهاب ومن معه يمرون على دراجة نارية، وجهوا بارودة ومسدساً نحوه، أطلقوا النار فأصابوه في رجليه، لينقل بعدها الى المستشفى الحكومي في القبة، واليوم سيخضع لعملية جراحية لتركيب جهاز في فخذه".

"الحقيقة" من الجانب الآخر

من جانبه نفى محمد شقيق إيهاب تورّطه بإطلاق النار على نصر الأحدب، مؤكداً في اتصال مع "النهار" أنه لم يكن في المنطقة، والأجهزة الأمنية على علم بذلك". وعن الإشكال قبل خمس سنوات شرح: "قصدت حينها مع عمر ح منزل أبو النور ديب وأولاده للقيام بصلح نتيجة خلاف بينه وبين عائلة أخرى، وإذ به يطلب من ابنه إحضار كراسٍ، لكن بدلاً من ذلك أحضر بارودتين، وبدأ مع والده بإطلاق النار علينا بطريقة عشوائية، أصيب صديقي عمر بطلقة قاتلة، حينها حملت مسدسي ووضعته في رأس أحد أبناء أبو النور لتأمين خروجنا من منزلهم، وإذ بنصر ديب ابن أبو النور يطلق النار عليّ، أصابني بثلاث وثلاثين طلقة، في يدي وبطني ومختلف أنحاء جسدي، ومع هذا لم يرحمني القاضي، دخلت إلى السجن سنتين ونصف السنة، كنت ميتاً على قيد الحياة، فقد عانيت كثيراً من جروحي ولا أزال".

خروج أبي النور وولديه من السجن أثار حفيظة محمد، وزاد الطين بِلّة ما كتبه، كما قال، صهره نصر الأحدب في صفحته من استفزازات على مدى أيام منها "دمك دمي" وغيرها، "ومع هذا لست راضياً عما فعله شقيقي إيهاب القاصر الذي يبلغ من العمر 16 سنة ومعه خالد شقيق الضحية عمر، كون الرصاصات التي أطلقت عليّ من نصر ديب وليس نصر الأحدب الذي كان يكفيه صفعة على وجهه رداً على كتاباته"، وأضاف: "لو أن القضاء يطبق العدالة ويحاكم المجرمين بأقصى العقوبات لما كان تورّط شقيقي بإطلاق النار، إذ كيف يسجن قاتل لخمس سنوات فقط، ليعود ويتجوّل أمامنا"؟!

للضرب بيد من حديد

فتح مخفر باب الرمل تحقيقاً بالقضية، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "لم يتم توقيف أيٍّ من المتورطين بإطلاق النار على نصر الأحدب إلى حد الآن، والعمل جار لذلك". ما حصل في الأمس ذكّر بعملية "اصطياد" مصطفى السمان لمن سبق وأطلقوا النار عليه في منطقة "باب الرمل" ذاتها، ونشره في صفحته على "فايسبوك" صور من أُنزل عليهم القصاص مع تعدادهم، في مشهد يذكّر بشُرعة الغاب، الأمر الذي يفرض تدخل الدولة وضربها بيد من حديد، وإنزال أشد العقاب بكل من تسوّل له نفسه استرخاص أرواح الناس".